العلامة الشيخ المختار بن الشيخ  Mukhtar bin Sheikh

 

  المختار بن الشيخ  رحمه الله تعالى Mukhtar bin Sheikh

( م 1872 مـ -/ ت 1943 مـ ) 

 

 

  العالم، العارف بالله، السالك إلى طريق الحق، الفقيه الشيخ المختار بن الشيخ ( رحمه الله تعالى )، أحد أبرز شيوخ زاوية بن حمادوس بڤـجال، وواحد من أبرز وجوه التصوف في ولاية سطيف..؛ عرف بالورع والتقى، وقضى معظم حياته في خدمة ثوابت الرسالة الحقة، وإحياء كلمة الدين..، فكان الداعي، والمبلغ، والمرشد، والمعلم، والمفتي، والمربي.

   مولده ونشأته :

  في عائلة متدينة محافظة، ولد الشيخ المختار بن الشيخ (رضي الله تعالى عنه وأرضاه)، كان ذلك سنة 1872 ميلادي، بقرية أولاد سيدي مسعود، والتي تقع شمال بلدية معاوية، الكائنة حاليا، بدائرة بني عزيز، الواقعة في ولاية سطيف، بالإقليم الشمال الشرقي الجزائري.

  شب وترعرع بين عائلته، وفي كنف والده، ثم انتقل رفقة والدته، وأخيه الشيخ محمد الشريف بن الشيخ، إلى منطقة ڤـجال، فإستقر به المقام في بيت خاله الشيخ الصديق بن الطاهر حمادوش، وعاش هناك أجواء الزاوية العلمية، بين الطلبة والشيوخ، فنشأ نشأة سليمة صالحة. 

 

 

نسبه

   هو الشيخ المختار، بن الشيخ الطيب، بن الشيخ عبد الوهاب، بن الشيخ المسعود الملقب بابن الشيخ.

   والدته هي السيدة خديجة بنت الشيخ الطاهر، بن محمد، بن أحمد ، الصالح ، بن أحمد الملقب بأحمادوش.

    دراسته ومحطات من حياته :

    في مسقط رأسه أولاد سيدي مسعود، وفي جامع القرية، كانت بداية تحصيله على يدي والده الشيخ الطيب بن الشيخ (رحمه الله تعالى)، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن العظيم، وأتقن رسمه وتلاوته، ثم انتقل الى ڤـجال، وإلتحق بزاويتها العتيدة، فحضر حلقات الشيخ العلامة الصديق بن طاهر حمادوش، فدرس اللغة العربية، والمنطق، والشريعة والعقيدة، وعلوم التصوف.

    إنتقل بعد ذلك إلى تونس الخضراء، وذلك قصد مواصلة دراسته، بجامع الزيتونة العتيق، فمكث به سنوات عديدة، وإجتهد في تحصيله حتى برع في فنون شتى، ونال مرتبة معتبرة، فملك زمام الكفاءة في التدريس، فعين حينها معلما بالجامع، فدرس بالزيتونة فترة من الزمن..

   حج الشيخ المختار بن الشيخ(رحمه الله تعالى) مرتين راجلا، وفي الثالثة كان راكبا، وعند مروره بمصر، طاب له المقام بجامع الأزهر الشريف، فمكث به فترة من الزمن، طالبا للعلم ومدرسا، ومربيا...

     درس الشيخ المختار بن الشيخ (رحمه الله تعالى)، في العديد من الزوايا العلمية المنتشرة في شمال سطيف.

    أنشأ زاوية في قرية معاوية، فعلم بها سبع سنوات ، من سنة 1911 ميلادية، إلى غاية سنة 1918 ميلادية، ولم يغادرها حتى ترك فيها أثرا عظيما، تجلى في إقبال الشباب بصفة خاصة على طلب العلم ومعرفة .

    بعد مدة رجع إلى ڤـجال فاشترى منزلا بقرية رمادة، وبقي فيها سنوات، معلما ومربيا، ومصلحا، ومبلغا ومرشدا.

  بعد فترة من الزمن باع بيته برمادة، ورحل هذه المرة إلى قرية تاجرة، ليكون بالقرب من زاوية ڤـجال، والتي عاد إليها في تلك المرة نهائيا، ليواصل أداء تكليفه العلمي والمعرفي والشرعي، والتربوي...

    فقهه :

   كان الشيخ المختار بن الشيخ (رحمه الله تعالى) حجة عصره، في علوم اللغة العربية، والفقه والأصول، وقد كان من أساطين المذهب المالكي، في عصره.

     تلاميذه :

   أخذ عن الشيخ المختار بن الشيخ (رحمه الله تعالى) الكثير من طلاب العلم ، نذكر منهم : أبناء العبد الناصح والولي الصالح الشيخ الطيب البركة المعروف بـ (أبو طيبة)، الشيخ عبد الرحمن حمادوش، و الشيخ الطاهر حمادوش، و الشيخ عبد الله حمادوش، والإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش، كما أخذ عنه الشيخ القريشي مدني، والشيخ صالح محتالي، والشيخ محمد خلفي، والشيخين الطيب زروق والصديق من أولاد سعيد، والشيخ صالح من أولاد بوجلوف.... وغيرهم .

 

 

 وفاته:

 

   توفي سنة 1943 ميلادي، ودفن بمقبرة سيدي مسعود ڤـجال.

   رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، ونفعنا ببركته .

 بقلم  سيد محمد السعيد حمادوش

----------------------------------

     المراجع :

▪︎1_ منشورات الجمعية الدينية للمسجد الجامع بـ ڤـجــال.

▪︎2_ مجلة منبر ڤـجــال _ مجلة : فكرية - دينية - ثقافية _ تصدرها الزاوية العلمية بـ ڤـجــال.

▪︎ 3_ المعالم - دورية علمية محكمة _ تعنى بنشر البحوث - والدراسات التاريخية - والتراثية.

▪︎4_ كتاب الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش (رحمه الله تعالى) _ تأليف الأمام الأستاذ الشيخ الزبير حمادوش.

▪︎ 5_ زاوية بن حمادوش بـ ڤـجــال _ تاريخ وعلماء - منشورات مخبر البحوث والدراسات في حضارة المغرب الإسلامي – جامعة منتوري قسنطينة - الخريطة التاريخية والأثرية لمنطقة، سطيف - الملف التاريخي - دار بهاء الدين للنشر والتوزيع - من ص. 177. إلى. ص. 192