سورة الانشقاق مكتوبة - القران الكريم Quran
سورة الانشقاق :
من الوحي الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا
وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ
فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا
وَيَصْلَى سَعِيرًا
إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ
فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ
فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
صدق الله العظيم
تفسير السعدي
" إذا السماء انشقت "
إذا السماء تصدعت, وتفطرت بالغمام يوم القيامة,
" وأذنت لربها وحقت "
وأطاعت أمر ربها فيما أمرها به من الانشقاق, حق لها أن تنقاد لأمره.
" وإذا الأرض مدت "
وإذا الأرض بسطت ووسعت, ودكت جبالا في ذلك اليوم,
" وألقت ما فيها وتخلت "
وقذفت ما في بطنها من الأموات, وتخلت عنهم,
" وأذنت لربها وحقت "
وانقادت لربها فيما أمرها به, وحق لها أن تنقاد لأمره.
" يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه "
يا أيها الإنسان إنك ساع إلى الله, وعامل أعمالا من خير أو شر, ثم تلاقي الله يوم القيامة, فلا تعدم منه جزاء بالفضل أو العدل.
" فأما من أوتي كتابه بيمينه "
فأما من أعطي صحيفة أعماله بيمينه, وهو مؤمن بربه,
" فسوف يحاسب حسابا يسيرا "
فسوف يحاسب حسابا سهلا,
" وينقلب إلى أهله مسرورا "
ويرجع إلى أهله في الجنة مسرورا.
" وأما من أوتي كتابه وراء ظهره "
وأما من أعطى صحيفة أعماله من وراء ظهره, وهو الكافر بالله,
" فسوف يدعو ثبورا "
فسوف يدعو بالهلاك والثبور,
" ويصلى سعيرا "
ويدخل النار مقاسيا حرها.
" إنه كان في أهله مسرورا "
إنه كان في أهله في الدنيا مسرورا مغرورا, لا يفكر في العواقب,
" إنه ظن أن لن يحور "
إنه ظن أن لن يرجع إلى خالقه حيا للحساب.
" بلى إن ربه كان به بصيرا "
بلى سيعيده اللهكما بدأه ويجازيه على أعماله, إن ربه كان به بصيرا عليما بحاله من يوم خلقه إلى أن بعثه.
" فلا أقسم بالشفق "
أقسم الله تعالى باحمرار الأفق عند الغروب,
" والليل وما وسق "
وبالليل وما جمع من الدواب والحشرات والهوام وغير ذلك,
" والقمر إذا اتسق "
وبالقمر إذا تكامل نوره
" لتركبن طبقا عن طبق "
لتركبن- أيها الناس- أطوارا متعددة وأحوالا متباينة: من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى نفخ الروح إلى الموت إلى البعث والنشور ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير الله, ولو فعل ذلك لأشرك.
" فما لهم لا يؤمنون "
فأي شيء يمنعهم من الإيمان بالله واليوم الآخر بعد ما رضحت لهم الآيات؟
" وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون "
وما لهم إذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون لله, ولا يسلمون بما جاء فيه؟
" بل الذين كفروا يكذبون "
إنما سجية الذين كفروا التكذيب ومخالفة الحق
" والله أعلم بما يوعون "
والله أعلم بما يكتمون في صدورهم من العناد مع علمهم بأن ما جاء به القرآن حق,
" فبشرهم بعذاب أليم "
فبشرهم- يا محمد- بأن الله- عز وجل- قد أعد لهم عذابا موجعا,
" إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون "
لكن الذين آمنوا بالله ورسوله وأدوا ما فرضه الله عليهم, لهم أجر في الآخرة غير مقطوع ولا منقوص
تعليقات
إرسال تعليق