القائمة الرئيسية

الصفحات

الشيخ محمد بن الصالح حمر العين Mohammed ben Saleh


الشيخ محمد بن الصالح حمر العين 

 

 محمد بن الصالح

 
( رحمه الله  وجعل الجنة مثواه  )
  1926 مـ _ 2011م
 
لشيخ محمد بن الصالح حمر العين  Mohammed ben Saleh

 
     الفقيه الشيخ محمد صالح حمر العين (رحمة الله تعالى)، عالم دين، ورجل تزكية وسلوك، من أبرز رواد العلم والمعرفة، وأيقونة التصوف ولاية سطيف، نعم هو أحد أبرز علمائها، وأجل فضلائها، فهو العالم اللّغوي ، والفقيه ، والمتكلم، والشاعر، لقد كان عالماً فاضلاً ، وعارفا ربانيا، وصوفيا متبتلا، محباً للخير وأهله، خادماً للقرآن، ناشرا للعلم، عاشقاً للعترة النبوية الطاهرة، ونسلهم الشريف.
   

مولده ونشاته


  وُلِد سنة 1926 ميلادية، 1344 هجرية، في قرية أولاد حمر العين، الكائنة قرب بلدية بني عزيز، الواقعة بولاية سطيف، بالإقليم الشمال الشرقي الجزائري، ويقال أن أصول عائلة حمر العين، من بلدية حمر العين، الكائنة بدائرة حمر العين، الواقعة في ولاية تيبازة، وهي عائلة شريفة النسب تنتمي إلى الذرية الشريفة من نسل العترة النبوية الطاهرة، ينتهي نسبها إلى إدريس الأزهر، بن إدريس الأكبر، بن عبد الله المحض الكامل، بن السيد الحسن المثنى، بن الإمام الحسن السبط المجتبى، بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وسيدة نساء العالمين السيدة البتول فاطمة الزهراء، بنت رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم).
 
 
  في أسرته الطيبة، وفي كنف والديه الكريمين شب وترعرع في بيئة ملتزمة، ووسط علمي وثقافي محافظ، وأجواء مفعمة بالطهر والإيمان، فنشأ نشأة سليمة صالحة.
 
   أسست عائلته  " زاوية 'العين ''، وقدم عليها جمع كبير من طلاب العلم والمعرفة،  و كان لوالده وعمه وأخيه، أثراً كبيراً بالغا في تطوير هذه الزاوية، وقد عرفوا من بين أساطين المذهب المالكي، والمنهج الأشعري، والمشرب الجنيدي، كما كانوا فطاحلة في فضاء العلم والمعرفة، ونجوما في سماء التصوف والعرفان.
 
 
  كانت والدته (رحمها الله)، عالمة فقيهة فاضلة، وقد درس إبنها البار سيدنا الشيخ محمد صالح حمر العين (قدس الله سره الشريف)، على يدها أصول العقائد، ومقدمات في علم الفقه.
 

 تعلمه

  إلتحق بالكتاتيب في سن مبكرة، فتعلم القراءة والكتابة، وتلقن القرآن العظيم، فختمه حفظا، وأتقن رسمه وتلاوته، وعمره حينها لم يتجاوز ثلاثة عشر عامًا، ثم درس مبادئ اللغة العربية، وعلم المنطق، ومقدمات العلوم الشرعية، وأوليات في العلوم العقدية، إرتقى بعدها إلى مرحلة التخصص في الدراسة الجوامعية، وإلتزم بمواصلة تحصيله، فواضب على حضور مجالس العلم، وحلقات التصوف والعرفان، على كبار العلماء والمشايخ، نذكر منهم : الشيخ بن عمارة الزلاجي، والشيخ علي بن كسيرة، والشيخ موسى بن كسيرة، والشيخ عمر صباح الخلفاوي، والشيخ الحسين بن قارة........ وغيرهم.
 

 إلتحقه بصفوف الثورة المباركة

 
  لمّا اندلعت الثورة التحريرية المظفرة المجيدة، اضطر الشيخ (رحمه الله تعالى)، إلى مغادرة منطقة القبائل، والّتي كان يُدرِّس بها، وإلتحق بصفوف الثورة المباركة ، وقد كان ضمن أعضاء اللجنة القضائية، بجيش التحرير .
 
 
  كان للشيخ محمد صالح بن حمر العين (رحمه الله تعالى)، الكثير من المريدين والمحبين، وكان مقرّبًا الى كبار علماء الدين والعارفين، كما كان صديقا مع شيوخ الزوايا، في منطقتي : سطيف ، وبرج بوعريريج ، وكان مقربا لدى شيوخ زاوية بن حمادوش بـ ڤـجـال.
.
 عمله
 
  بعد الاستقلال وظّف في قطاع التعليم، وفي آخر حياته درس مجموعة من طلاب العلم الشرعي ،في الفقه المالكي ، والعقيدة الأشعرية ، ولقد كان الشيخ ( رحمه الله تعالى ) أضبط أهل سطيف، لمذهب الإمام مالك، حتّى أن الأساتذة الجامعيين المختصين في الشريعة الإسلامية، يلجأون إليه لفك المعضلات.
 
 
  لم يترك الشيخ (رحمه الله تعالى) أيّ تآليف سوى كتاب في شرح الآجرومية، وقد كان ذلك بإلحاح من طلابه ومريديه، وهذا الشرح كان يلقيه تباعًا في مسجد الشيخ المقراني بحي '' راسيدور '' بـ مدينة سطيف، كما كان له (رحمه الله تعالى)، شعرًا كثيرًا ضاع عبر مرّ الزمن .
 
 
  يعود للشيخ ( رحمه الله تعالى )، الفضل البارز في الحفاظ على المدرسة الفقهية التي عرفت في منطقة سطيف وضواحيها، وكان له الفضل أيضا على كثير من العلماء والشيوخ، والأئمة، وطلاب العلم، ومريدي التزكية والسلوك بالمنطقة، ولايكاد أحدهم يجهل قيمته العلمية، ومكانته الروحية، حيث درسوا على يديه، وحضروا عنده صنوف العلم، فأصبحوا فيما بعد يشكلون المرجعية الدينية في المنطقة وضواحيها، وقد كان شاروحًا للعديد من المراجع وأمهات الكتب من مثل : الجوهرة، والرحبية والآجرومية ،وقطر الندى ،وألفية بن مالك ،ومتن ابن عاشر ،ورسالة بن أبي زيد ، ومختصر خليل.......

     وفاته :

 ◻ توفي وإنتقل إلى الحياة البرزخية، يوم الأربعاء 27 رجب سنة 1432 هـجرية، الموافق لـ 29 جوان 2011 ميلادية، عن عمر يناهز 85.
  شُيِّعت جنازة الشيخ (رحمه الله تعالى ورضي عنه وأرضاه) ، بمقبرة سيدي الخَيِّر (رحمه الله).
  كانت للشيخ (رحمه الله تعالى) مكانة عظيمة في قلوب طلابه ومريده، لدرجة أن أحد تلاميذه القاطن بفرنسا تجشّم عناء السفر والحضور مراسم الجنازة.
   رحمه الله شيخنا رحمة واسعة، ورضي عنه، وأرضاه، وقدس سره الشريف، وتغمده برأفته، وأسكنه فسيح جناته، مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا
 

المصدر

 منقول من موقع تاريخ سطيف
بقلم  سيد محمد السعيد حمادوش ( صهيب )
author-img
السلام عليكم زوار ايقونة المعالي اتمنى ان تتم الفائدة من هذه المدونة للجميع

تعليقات

التنقل السريع