القائمة الرئيسية

الصفحات

 

 خالد بن الوليد    حروب الردة

 

 دور سيف الله السلول في حروب الردة وإنتصاراته

خالد بن الوليد    حروب الردة

 وبعد أن يلتحق الرسول بالرفيق الأعلى، ويحمل أبو بكر مسؤولية 

الخلافة، ّ وتھب أعاصير ّ الردة
بالدين الجديد . يضع أبو بكر عينه لأول وھلة على بطل
الموقف ورجل الساعة.. أبي سليمان، 
خالد بن الوليد    سيف الله، 
وصحيح أن أبا بكر لم يبدأ معارك المرتدين الا بجيش قاده ھو بنفسه، ولكن ذلك لا يمنع أنه ّ ادخر خالدا
ليوم الفصل، وأن خالدا في المعركة الفاصلة التي كانت أخطر معارك الردة جميعا، كان رجلھا الفذ
  وبطلھا الملھم
 

 
عندما بدأت جموع المرتدين تتھيأ لانجاز مؤامرتھا الضخمة، صمم الخليفة  أبو بكر على  قيادتها

 

 أبو بكر يقود جيوش الردة

 


قاد   الصديق جيوش المسلمين بنفسه، ووقف زعماء الصحابة يبذلون محاولات  لصده عن ھذا العزم
ولكنه ازداد تصميما.. ولعله أراد بھذا أن يعطي القضية التي دعا الناس لخوض الحرب من أجلھا أھميّة
وقداسة، لا يؤكدھا في رأيه الا اشتراكه الفعلي في المعارك الضارية التي ستدور رحاھا بين قوى
الايمان، وبين جيوش الضلال والردة، والا قيادته المباشرة لبعض أو لكل القوات المسلمة
ولقد كانت انتفاضات الردة بالغة الخطورة، على الرغم من أنھا بدأت وكأنھا ّ تمرد عارض
لقد وجد فيھا جميع الموتورين من الاسلام والمتربصين به فرصتھم النادرة، سواء بين قبائل العرب، أم
على الحدود، حيث يجثم سلطان الروم والفرس، ھذا السلطان الذي بدأ ّ يحس خطر الاسلام الأكبر عليه،
فراح يدفع الفتنة في طريقه من وراء ستار
ونشبت نيران الفتننة في قبائل: أسد، وغطفان، وعبس، وطيء، وذبيان
ثم في قبائل: بني غامر، وھوزان، وسليم، وبني تميم
ولم تكد المناوشات تبدأ حتى استحالت الى جيوش ّ جرارة قوامھا عشرات الألوف من المقاتلين
واستجاب للمؤامرة الرھيبة أھل البحرين، وعمان، والمھرة، وواجه الاسلام أخطر محنة، واشتعلت
الأرض من حول المسلمين نارا.. ولكن، كان ھناك أبو بكر
عبّأ أبو بكر المسلمين وقادھم الى حيث كانت قبائل بني عبس، وبني ّ مرة، وذبيان قد خرجوا
ودار القتال، وتطاول، ثم كتب للمسلمين نصر مؤزر عظيم
ولم يكد الجيش المنتصر يستقر بالمدينة. حتى ندبه الخليفة للمعركة التالية
وكانت أنباء المرتدين ّ وتجمعاتھم تزداد كل ساعة خطورة .. وخرج أبو بكر على رأس ھذا الجيش
الثاني، ولكن كبار الصحابة يفرغ صبرھم، ويجمعون على بقاء الخليفة بالمدينة، ويعترض الامام علي
طريق أبا بكر ويأخذ بزمام راحلته التي كان يركبھا وھو ماض امام جيشه الزاحف فيقول له:
"
الى أين يا خليفة رسول الله..؟؟
اني أقول لك ما قاله رسول الله يوم أحد:.

  لم سيفك يا أبا بكر لا تفجعنا بنفسك "
وأمام اجماع مصمم من المسلمين، رضي الخليفة أن يبقى بالمدينة ّ وقسم الجيش الى احدى عشرة
مجموعة.. رسم لكل مجموعة دورھا 

 

 

وعلى مجموعة ضخمة من تلك المجموعات كان خالد بن الوليد أميرا 

 

 
ولما عقد الخليفة لكل أمير لواءه، اتجه صوب خالد وقال يخاطبه :
"
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نعم عبدالله. وأخو العشيرة، خالد ابن الوليد، سيف من
سيوف الله. سلّه الله على الكفار والمنافقين "



ومضى خالد الى سبيله ينتقل بجيشه من معركة الى أخرى، ومن نصر الى نصر حتى كانت المعركة
الفاصلة  
فھناك باليمامة كان بنو حنيفة، ومن انحاز اليھم من القبائل، قد جيّشوا أخطر جيوش الردو قاطبة،
يقوده مسيلمة الكذاب
وكانت بعض القوات المسلمة قد ّ جربت حظھا مع جيوش مسيلمة، فلم تبلغ منه منالا
وجاء أمر الخليفة الى قائده المظفر أن سر الى بني حنيفة.. وسار خالد
ولم يكد مسيلمة يعلم أن ابن الوليد في الطريق اليه حتى أعاد تنظيم جيشه، وجعل منه خطرا حقيقيا،
وخصما رھيبا

والتقى الجيشان :

وحين تطالع في كتب السيرة والتاريخ، سير تلك المعركة الھائلة، تأخذك رھبة مضنية، اذ تجد نفسك أمام
معركة تشبه في ضراوتھا زجبروتھا معارك حروبنا الحديثة، وان تلّفت في نوع السلاح وظروف


القتال  
ونزل خالد بجيشه على كثيب مشرف على اليمامة، وأقبل مسيلمة في خيلائه وبغيه، صفوف جيشه من
الكثرة كأنھا لا تؤذن بانتھاء
  وسلم خالد الألوية والرايات لقادة جيشه، والتحم الجيشان ودار القتال الرھيب، وسقط شھداء المسلمين
تباعا كزھور حديقة ّ طوحت بھا عاصفة عنيدة
وأبصر خالد رجحان كفة الأعداء، فاعتلى بجواده ربوة قريبة وألقى على المعركة نظرة سريعة، ذكية
وعميقة
ومن فوره أدرك نقاط الضعف في جيشه وأحصاھا  
رأى الشعور بالمسؤولية قد وھن تحت وقع المفاجأة التي دھمھم بھا جيش مسيلمة، فقرر في نفس
اللحظة أن ّ يشد في أفئدة المسلمين جميعا الى أقصاه.. فمضى ينادي اليه فيالق جيشه وأجنحته، وأعاد
تنسيق مواقعه على أرض المعركة، ثم صاح بصوته المنتصر:
"
امتازوا، لنرى اليوم بلاء كل ّ حي "
  
وامتازوا جميعا
مضى المھاجرون تحت راياتھم، والأنصار تحت رايتھم " وكل بني أب على رايتھم "
وھكذا صار واضحا تماما، من أين تجيء الھزيمة حين تجيء واشتعلت الأنفس حماسة، اتّقدت مضاء،
وامتلأت عزما وروعة
وخالد بين الحين والحين، يرسل تكبيرة أو تھليلة أو صيحة يلقى بھا امرا، ّ فتتحول سيوف جيشه الى
مقادير لا ّ راد لأمرھا، ولا ّ معوق لغاياتھا
وفي دقائق معدودة ّ تحول اتجاه المعركة وراح جنود مسيلمة يتساقطون بالعشرات، فالمئات فالألوف،
كذباب خنقت أنفاس الحياة فيه نفثات مطھر صاعق مبيد
لقد نقل خالد حماسته كالكھرباء الى جنوده، وحلّت روحه في جيشه جميعا.. وتلك كانت احدى خصال
عبقريّته الباھرة
وھكذا سارت أخطر معارك الردة وأعنف حروبھا، وقتل مسيلمة
وملأت جثث رجاله وجيشه أرض القتال، وطويت تحت التراب الى الأبد راية ّ الد ّاعي الكذاب 


المصدر

كتاب رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم


author-img
السلام عليكم زوار ايقونة المعالي اتمنى ان تتم الفائدة من هذه المدونة للجميع

تعليقات

التنقل السريع