علم التاريخ

  علم التاريخ "history " histoire "  ( نشأت علم  التاريخ  عند  العرب)

نشأت علم التاريخ عند العرب

التاريخ  history

يقصر أغلب المؤرخين معنى التاريخ  على بحث واستقصاء حوادث الماضي ,كما يدل

على ذلك  للفض  المستمد من الاصل اليوناني القديم HISTORIA   

 

 ,اي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك اثره على الصخر"Stone "   و الارض  "Earth"

 

 

تدل كلمة التاريخ على مطلق مجرى الحوادث الفعلى الذي يصنعه الابطال والشعوب  والتى وقعت منذ اقدم العصور  واستمرت وتطورت في الزمان والمكان حتى الوقت الحاضر

 

 

بدء الكتابة التاريخية والتدوين  blogging   التاريخي عند العرب history

ان  الميول التاريخية التي اوجدها المجتمع الاسلامي ,كانت تتأثر بدرجات متفاوتة بالعوامل التي ساعدت في عملية التدوين التاريخي ,كما كانت تتأثر بحاجات المجتمع

الاسلامي الدينية والدنيوية وتبعا لذلك بداء الاهتمام بدراسة "الغزوات " الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ,كما بداء الاهتمام بدراسة جميع مختلف جوانب حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد اولوا الباحثون اهتماما كبير في دراساتهم  لموضوع الاسناد   

وبمعنى اخر  تستمد اخبار الغزوات قيمتها المعنوية من خلال سلسلة الرواة  والاسنيد  وبهذا يكون قد ادخل عنصر  البحث والتحري  والتدقيق في جميع الروايات الشفاهية  والكتابية  والتي تمر بثلاث مراحل    

 

مراحل نقل المعارف التاريخية التي يتداولها الناس استنتاجا من ما ذكره الدكتور شاكر مصطفى

المرحلة الاولى: 

تتمثل باستماع الشاهدات من الشهود المباشرين للحدث التاريخي   .  

 

المرحلة الثانية :  

 حفظ المعلومات والتي لم تتم حسب رايه عن طريق  الذاكرة وحدها بل تتعداها الى التسجيل والتدوين الكتابي الشخصي الى التدوين الذي يساعد الذاكرة  . 

 

المرحلة الثالثة:  

 عملية نقل المعلومات  " information"   الى الاخرين وهي بدورها عملية شفاهية  بشكلها الظاهري لان العلماء ومن منطلق حرصهم على عدم حصول تزوير او تزييف  كانوا يعولون على النقل المباشر  والسماع الشخصي من اصحاب المعلومات وهذا ما دفع الرواية الشفاهية الى 

المقام الاول وجعل الصحف المكتوبة والمساعدة لذاكرة في المقام الثاني ولكن ان الحقيقة التاريخية تواكد ان  الصحف المكتوبة  " newspapers"  والتي تحمل في المصادر اسم الاصول  تشكل المرحلة المركزية وتؤكد حقيقة التدوين المبكر في الاسلام. 

 

فالعلماء هؤلاء كما ذكرنا  اخباريون ومحدثون اعتمدوا على ما دونوه وعلى ما وجدوه مكتوبا  في صحف  " Newspapers"  اخرى  لاستذكار موضوعاتهم  ونقلها شفاهة الى مجالسهم   وقد ذكر عن الشعبي انه املى في حضور قتيبة بن مسلم  كتابا عن الفتوح دون مسودات  او دون

الرجوع الى اوراقه  

 

وكذلك ما ذكره ابو العباس ثعلب : "شاهدت مجلس ابن الاعرابي وكان يحضره زهاء مئة انسان ويقرأ عليهم ويجيب من غير كتاب ؛  قال: ولزمته بضع عشرة سنة ما رايت بيده

كتاب قط لكن الحافظ البغدادي يذكر انه كان لدى  ابن الاعرابي  كتب وهذا ما اثبتته ابحاث المستشرق الالماني شيلنجره  ودراسته للاسندة التي اوردتها المؤالفات التاريخية المتأخرة  مصادر معلوماتها  بوجود صحف ونصوص مكتوبة بين يدي الرواة الاوائل كما توافقت

النتائج مع ابحاث المستشرق هوروغيتش  في كتابه المغازي الاولى ومؤلفوها والتي بينت ان الكتب "  books"    التى وصلتنا  انما تضمفي حناياها كتب اخرى  سبقتها  .  

 

ثم جاءت اخيرا ابحاث  فؤاد سزكين  في كتابه  تاريخ التراث العربي  لتؤكد بأن  بداية التادوين   التاريخي  عند العرب يعود الى فترة متقدمة جدا  هذا والشواهد والقرائن متوفرة لاثبات ما ذهب اليه ؛فهناك  اشارات الى ان بعض الصحابة  كانوا يروون رسائل الرسول

صلى الله عليه وسلم  كرواية عمر بن حمزة بن زيد لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم في الفرائض والزكاة والديات  او يروون اوامر الخلفاء الى الولاة ككتاب   عمر بن الخطاب الى ابي موسى الاشعري  حول الصلاة الذي رواه  الحارث بن عمر  الهذلي  .  

 

واذا كانت القرائن والشواهد لا تفي بالغرض المطلوب  وتترك مجالا لشك  فثمة ما يواكد وهو تسجيل انساب العرب  فقد شكل عمر ابن الخطاب لجنة ثلاثية  من ابي عدي جبير بن

مطعم احد مشاهير علما النسب  , ومخزمة بن نوفل  وعقيل بن ابي طالب وكلفها بوضع ثبت بانساب العرب ,يقوم على اساسه الديوان ,  وهذا دون شك اول تدوين تاريخي للانساب في العرب وفي الاسلام   .

 

وإذ ما حاولنا  التعمق والعودة الى التدوين  في مراحله الاولى والمبكرة ,لاحظنا انه يتسم بالطابع الشخصي " profile"   او بالفضول العلمي  او بالمنفعة الدينية  والاجتماعية  وقد غلب على جمهرة واسعة من الرواة  كانت تتحدث بما تعرفه من التاريخ والإخبار والأنساب 

وابرزهم " writer " عقيل بن ابي طالب كان عالما  بنسب قريش يروي في مساجد المدينة  ايام العرب ومعاركها  ومثالب قريش   وعباد ابن كسيب   لرواية الشعر  ومخزمة ابن نوفل العالم بالشعر  والأنساب وأخبار العرب.  

 

لقد شكل هؤلاء الاطار العام لاهتمامات الناس   "  People"  التاريخية  وبالتالي وضعوا الجذور الحقيقية  لنقلة التاريخ من الذاكرة  memory  والمعرفة الشفاهية الى المعرفة المكتوبة   وبمعنى اخر  النقلة من التاريخ المروي الى التاريخ المكتوب  .

 histoire

 

المصدر

مطبوعة  الدكتور Dr matens    بوشامة عاشور ، أستاذ بجامعة الامير عبد القادر -الجزائر