القائمة الرئيسية

الصفحات

عمر بن عبد العزيز     الخليفة الراشد   Omar Bin Abdulaziz

 أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز

 

Omar Bin Abdulaziz

الخلفاء الراشدون خمسة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، رضي الله عنهم أجمعين وخامسهم هو الخليفة الفذ الذي أنار الدنيا بعدله بعدما أظلمت بالجور .

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، الإمام الحافظ،

العلامة المجتهد، الزاهد العابد،  و أمه هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب .

 مولده

 ولد سنة : ثلاث وستين، وقيل: سنة إحدى وستين، وهي السنة التي قتل فيها الحسين بن علي رضي اللة عنة  في حلوان بمصر و والده أمير عليها، و قد شبّ

على الدين و التقوى فحفظ القرآن منذ نعومة اظافره ، ثم أرسله والده إلى المدينة المنورة ليأخذ العلم من علمائها، فكان يحضر مجالسهم و يأخذ عنهم حتى صار فصيح اللسان بالغ البيان، و قد تميّز بحدة ذكائه و نبوغه.

 


 أشج بني أمية

  

و ذات يوم، و بينما الغلام عمر يلاعب فرسا كانت لهم إذ هبّت الفرس في وجهه فأدمت جبهته و أحدثت به شجّة بقي أثرها حتى كبره، لكنها كانت الشجة التي أسعدت والده، فقد تذكر ما رآه يوما   سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في

المنام، إذ يروى أن سيدنا عمر قام من نومه و هو يقول: من هو هذا الأشج الذي يأتي من بعدي يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما و جورا، و لذلك كانت شجة عمر مصدر خير و سعادة على أبويه.

إلا أن والده لم يلبث أن مات و عمر شابا يافعا في المدينة، فبعث إليه عمه عبد

الملك بن مروان ليلحق بهم في دمشق، فلما عاد عمر زوّجه عمه من ابنته فاطمة

 

كان عمر بن عبد العزيز-رحمه الله- يُلقّب بالأشج، وكان يُقال له: أشج بني مروان، وذلك أن عمر بن عبد العزيز عندما كان صغيراً دخل إلى إصطبل أبيه

عندما كان والياً على مصر ليرى الخيل فضربه فرس في وجهه فشجه، فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك إذاً لسعيد ، ولما رأى أخوه الأصبغ الأثر قال: الله أكبر! هذا أشج بني مروان الذي يملك، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يقول: إن من ولدي رجلاً بوجهه أثر يملأ الأرض عدلاً. وكان الفاروق قد رأى رؤيا تشير إلى ذلك، وقد تكرّرت هذه الرؤيا لغير الفاروق حتى أصبح الأمر مشهوراً عند الناس بدليل ما قاله أبوه عندما رأى الدم في وجهه، وما قاله أخوه عندما رأى الشجّ في وجهه كلاهما تفاءل لعله أن يكون ذلك الأشج الذي يملأ الأرض عدلاً.

 إخوته

كان لعبد العزيز بن مروان والد عمر بن عبد العزيز عشرة من الولد وهم: عمر وأبو بكر ومحمد وعاصم وهؤلاء أمهم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وله

من غيرها ستة وهم: الأصبغ وسهل وسهيل وأم الحكم وزبّان وأم البنين، وعاصم هو من تُكنّى به والدته ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب فكنيتها أم عاصم.

6 ـ أولاده :

كان لعمر بن عبد العزيز -رحمه الله- أربعة عشر ذكراً منـهم: عبد الملك وعبد العزيز وعبد الله وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وبكر والوليد وموسى وعاصم ويزيد وزبان وعبد الله وبنات ثلاث: أمينة، وأم عمار، وأم عبد الله، وقد اختلفت

الروايات عن عدد أولاد وبنات عمر بن عبد العزيز، فبعض الروايات تذكر أنهم أربعة عشر ذكراً كما ذكره ابن قتيبة، وبعض الروايات تذكر أن عدد الذكور اثنا عشر، وعدد الإناث ست كما ذكره ابن الجوزيوالمتفق عليه من الذكور اثنا عشر، وحينما توفي عمر بن عبد العزيز لم يترك لأولاده مالاً إلا الشيء اليسير، وقد أصاب الذكر من أولاده من التركة تسعة عشر درهماً فقط، بينما أصاب الذكر من أولاد هشام بن عبد الملك ألف ألف (مليون)، وما هي إلا سنوات قليلة حتى كان أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يحمل على مائة فرس في سبيل الله في يوم واحد، وقد رأى بعض الناس رجلاً من أولاد هشام يتصدق عليه. فسبحان الله رب العالمين..

صفاته الخلقية

كان عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أسمر رقيق الوجه أحسنه، نحيف الجسم حسن اللحية، غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة، وقد خطه الشيب ، وقيل في

صفته: أنه كان رجلاً أبيض دقيق الوجه، جميلاً، نحيفاً، وقيل في صفته: إنه كان رجلاً أبيض دقيق الوجه، جميلاً، نحيف الجسم، حسن اللحية.

  مناصب الحكم

تولّى ولاية المدينة ثم عزل، ثم استوزره سليمان. وبعهد من سليمان تولّى الخلافة سنة 99 هجرية، وبويع له في مسجد دمشق.

وكان تعيينه الحل الوسط لحل النزاعات داخل البيت الأموي ليحافظ على ملك بني أمية. وكان أول ما قام به وقف الحروب الخاسرة ضد البيزنطيين، وحاول مصالحة الموالي الذين عانوا من سياسة الخلفاء الأمويين السابقين. وفي زمنه صار الموالي يستطيعون الوصول إلى منصب قاضٍ.

وحاول أيضاً مصالحة آل البيت، فأمر بوقف سبّ عليّ بن أبي طالب من على المنابر، وأعاد لبني هاشم أملاكهم، وخفّف الضرائب عن الموالي والفرس والنصارى، ورفع الخراج عمّن أسلم من أهل الذمة. كما حاول تعويض النصارى عن مصادرة كنيسة القديس يوحنان، إذ أعاد لهم كنيسة توما في دمشق.

 

زهده 

كان عمر بن عبد العزيز   زاهداً فلم يقرب ما تركه الخليفة السابق، وما عُرف له من ممتلكات عند استخلافه. ورفض الدوابّ والسرادقات والجواري والثياب. وأعاد هذه الأشياء إلى بيت مال المسلمين.

حرصه على مال المسلمين

وكان يحرص على عدم تبذير أموال بيت مال المسلمين حتى أنه كان يقرأ القرآن على ضوء شمعة حتى لا يأخذ ثمن الزيت من بيت المال لإنارة السراج. ومما يروى عنه أنه قال لزوجته فاطمة، ابنة الخليفة التي أورثها أبوها الحلي:

" اختاري إمّا أن تردّي حليك إلى بيت المال وإمّا أن تأذني لي في فراقك ". فقالت: " بل أختارك ".

ومما يروى عنه أيضاً، انه أبطأ يوماً عن صلاة الجمعة قليلاً، فعوتب في ذلك، فقال:

" إنما انتظرت قميصاً غسلته أن يجفّ ".

ازداد في فترته عدد الذين اعتنقوا الإسلام وقد أثّر هذا سلبياً على خزينة الدولة. ولم تعجب هذه السياسة بني أمية لأنهم خافوا على ملكهم من بعده.

عمر بن عبد العزيز بين فكّي التاريخ

كان عمر بن عبد العزيز عادلاً حتى إن الناس سموا هذا الخليفة العادل " الخليفة الراشدي الخامس " وذلك من كثرة عدله وحب الناس له ولأسس حكمه. كما أنه عرف بتقشفه، وباتّباعه سياسة التسامح حتى مع أعدائه وأعداء بني أمية.

وكان قد جرّد بني أمية من امتيازاتهم الخاصة، فطلبوا منه إعادتها فرفض. فدسّوا له السم وهو في دير سمعان من أرض المعرة، فأرسل له ملك الروم رئيس أساقفته ليعالجه، فرفض ذلك، واستدعى المتّهم بسمه، وسأله:

" ما حملك على ما صنعت "؟ قال: " خُدِعْتُ وغرِّرْتُ "

فقال عمر: " خُدعَ وغُرَّ... خَلُّوه "، وتركه حراً .

ومات عمر بن عبد العزيز، وقد حكم مدة سنتين وأربعة اشهر وعدة أيام... ولو

امتدّ العمر بالخليفة الصالح مدة كافية من الزمن، فلربما كان استطاع إصلاح أحوال الدولة الأموية وإعادتها إلى ثوابت الحكم الراشدي ونشر العدل في أرجاء الدولة الإسلامية وإنصاف الموالي وأهل الكتاب.

لكنّ هذه السياسة كانت تتعارض وسياسة بني أمية فسارعوا إلى التخلّص منه

بالسم.

 فطنة عمر بن عبد العزيز

يروي أن عمر بن عبد العزيز كان في سفر مع سليمان بن عبد الملك فأصابتهما السماء برعد وبرق وظلم وريح شديدة حتي فزعا لذلك ، وجعل عمر يضحك

فقال له سليمان : ما يضحكك يا عمر ؟؟ أما تري ما نحن فيه

فقال عمر : هذه آثار رحمته سبحانه وتعالي فيها شدائد كما تري ، فكيف بآثار سخطه وغضبه

خلافة عمر بن عبد العزيز

لما دفن سليمان بن عبد الملك أتي لعمر بن عبد العزيز بدابة سليمان التي كان يركب فلم يركب,,وركب دابته التي جاء عليها,,فدخل القصر,,وقد مهدت له فرش سليمان التي كان يجلس عليها ثم خرج إلى المسجد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى

عليه ثم قال: أما بعد..فإنه ليس بعد نبيكم صلى الله عليه وسلم نبي ولا بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتاب ألا ما أحل الله عز وجل حلالا" إلى يوم القيامة وما حرم الله حراما إلى يوم القيامة ألا ليس لأحد أن يطاع في معصية الله عز وجل ألا إني لست بخيركم ولكني رجل منكم ..غير أن الله جعـلني أثقلكم حملا".

 

عندما تلقى عمر بن عبد العزيز خبر توليته (للخلافة)، انصدع قلبه من البكاء، وهو في الصف الأول، فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف، ويرتعد، وأوقفوه أمام الناس، فأتى ليتحدث فما استطاع أن يتكلم من البكاء، قال لهم: بيعتكم

بأعناقكم، لا أريد خلافتكم، فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت، فاندفع يتحدث، فذكر الموت، وذكر لقاء الله، وذكر مصارع الغابرين، حتى بكى من بالمسجد.

 

بويع بالخلافة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس

بالصلاة، فاجتمع الناس بالمسجد الأموي بدمشق، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: "أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه". فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فَوَّلِ أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: "أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر وقد تمت له البيعة للخلافة في دمشق سنة 99 هـ في مسجد دمشق الكبير (الجامع الأموي

 

عندما تولى الخلافه

أن عمر لم يكن راغبًا في الخلافة، فيُروى أن عمر بن عبد العزيز بعد أن فرغ من دفن سليمان بن عبد الملك صعد المنبر، واجتمع الناس فقال: "أيها الناس، إني قد ابتليت بهذا الأمر عن غير رأي كان مني فيه، ولا طِلْبةَ له، ولا مشورة من المسلمين، وإني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي فاختاروا لأنفسكم. فصاح

الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين، ورضينا بك، فتولَّ أمرنا باليُمنِ والبركة. فلما رأى الأصوات قد هدأت، ورضي به الناس جميعًا، حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وقال:" أوصيكم بتقوى الله؛ فإن تقوى الله خلف كل شيء، وليس من تقوى الله خلف، واعملوا لآخرتكم فإنه من عمل لآخرته كفاه الله تبارك وتعالى أمر دنياه... ثم رفع صوته حتى أسمع الناس فقال: يا أيها الناس، من أطاع الله وجبت طاعتُه، ومن عصى الله فلا طاعة له، أطيعوني ما أطعت الله، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم".

 

مسئولية الخلافة

كان عمر بن عبد العزيز يدرك عظم الأمانة الملقاة على عاتقه، وأنه مسئول عن كل فرد في رعيته، فلذلك نجده دائم التفكير فيما يصلحهم فقد أهمه وقوفه بين يدي ربه، وماذا يقول له إذا سأله عنهم يوم القيامة، فيذكر ابن كثير: أن زوجته فاطمة

بنت عبد الملك دخلت يومًا عليه وهو جالس في مصلاه واضعًا خده على يده، ودموعه تسيل على خديه، فقالت له: ما لك؟ فقال: ويحك يا فاطمة! قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب الأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد ؛ فخشيت أن لا تثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي فبكيت

 

اشتهرت خلافة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء في أرجاء البلاد الإسلامية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله فيبحث عن الفقراء فلا يجد من في حاجة إليها. كان عمر قد جمع جماعة من الفقهاء والعلماء وقال لهم: "إني قد دعوتكم لأمر هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي، فما ترون فيها؟

فقالوا: يا أمير المؤمنين : إن ذلك أمرًا كان في غير ولايتك، وإن وزر هذه المظالم على من غصبها"، فلم يرتح عمر إلى قولهم وأخذ بقول جماعة آخرين منهم ابنه عبد الملك الذي قال له: أرى أن تردها إلى أصحابها ما دمت قد عرفت أمرها، وإنك إن لم تفعل كنت شريكا للذين أخذوها ظلما. فاستراح عمر لهذا الرأي وقام يرد المظالم إلى أهلها

هناك جانب من أهم جوانب الحياه ولا غنى عنه للحكام وهو المال والاقتصاد الذى هو عصب الحياه وعصب الشعب والدوله فلتقراااااأ ونعرف الحرص على مال

المسلمين ...........

كان من أبرز معالم سياسته الداخلية الحرص على مال المسلمين، والمحافظة على الوقت والجهد، وسرعة التصرف في الأمور، وحسن اختيار القضاة والولاة والموظفين، وإزالة آثار كل عمل لا يساير روح الإسلام، وتحقيق التوازن بين

الناس، ومجادلة الخارجين على الدولة بالحسنى لإقناعهم وردهم إلى حظيرة الجماعة، كما كان الطابع لهذا المنهج هو العدل والإنصاف والرحمة والإحسان.

 

 

كان عمر بن عبد العزيز مشهورا بأناقته و لبسه لأفخم الثياب قبل أن يولّى الخلافة، فلما تولاها لم يعد يملك سوى ثوبا واحدا مرقعا، لقد نال الخلافة و لم يتق إليها، و بكى بشدة حتى انتحب حين علم أن ابن عمه سليمان عهد إليه بخلافة المسلمين من بعده، و في أول يوم له في الخلافة بدأت تتفتق ملامح الورع و

التقوى في هذا الرجل، فقد خيّر مواليه بين المكوث معه على عشرة دنانير أو التخلي عن خدمته ، ثم ذهب إلى زوجته فاطمة و خيرها بين أن تدع حليها و جواهرها في بيت مال المسلمين (و قد كانت تملك ما لا يعد ولا يحصى من الحلي) أو أن يطلقها، فأبت أن تتركه و تخلت عن كل ما تملك لقاء البقاء مع هذا الرجل الصالح


آثار جور السلطان ومنع حقوق الناس

عند الخليفة عمر بن عبد العزيز

كان عمر بن عبد العزيز مربيا لأمته ساعيا للحفاظ على مصالحها، فقيه بنفسيات النفوس، فقيها بحركة التاريخ، بصيرا بآثار الظلم وكيف كان سببا لم يتأخر فعله في الذي حاق با لأمم السابقة عندما دبَّ إليها هذا الداء. أصغ إليه وهو يحدثنا عن ذلك :

«إنما هلك من قبلنا بحبسهم الحق حتى يشترى منهم، وبسطهم الظلم حتى يفتدى»

ومن ثم كان يكاتب ولاته آمرا إياهم بإعادة الحقوق إلى أصحابها صيانة منه لدينهم ، وعونا منه لهم على استقامة سلوكهم، والارتقاء بأخلاقهم.

ومن هؤلاء عدي بن أرطاة واليه على البصرة كتب إليه يقول له: «ما طاقة المسلم بجور السلطان مع نزغ الشيطان. إن من عون المسلم على دينه أن يُتَّقَى بحقه»

أي يدفع إليه حقه دون تباطأ ولا تأخير لله ذره ما أحرصه على حقوق أفراد أمته يحافظ على دينهم واستقامتهم بالحفاظ على حقوقهم، لأنه كان يعلم علم اليقين أنه محاسب عن ذلك

أبو نعيم: حلية الأولياء، ج5، 306، ص311،306

 

أول ما فعله الخليفة عمر بن عبد العزيز حين توليه الخلافة هو عزل كل القضاة الذي كانوا في عهد الحجاج بن يوسف ... فجاءه واحد منهم فقال يا أمير المؤمنين

اني كنت قاضيا مع الحجاج لمدة شهر واحد.

فقال له عمر بن العزيز :: يكفيني ان الحجاج بن يوسف كان عنك راضياً

 

ليس السابق اليوم من سبقت دابته

خطب عمر بن عبد العزيز-رحمه الله- الناس بعرفة فقال، بعد أن حمد الله وأثنى عليه:

أيها الناس! إنكم قد جئتم من القريب والبعيد.

وأنضيتم[ أتعبتم المركوب حتى هزل] الظهر، وأخلقتم الثياب[ أي حتى بليت].

وليس السابق اليوم من سبقت راحلته أو دابته.

ولكن السابق اليوم من غفر له.

نسأل الله أن يغفر لنا ولكم ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة خصوصا في هذا اليوم يوم التروية الثامن من ذي الحجة، ويوم الحج الأكبر التاسع منه ويوم النحر وبقية أيام التشريق وسائر الأيام .

 


رسالة الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى الضحاك بن عبد الرحمن 

  يدعوه إلى محاربة العصبية القبلية والدعوة إلى الأحلاف

رسالة عمر بن عبد العزيز إلى الضحاك بن عبد الرحمن يدعوه إلى محاربة

العصبية القبلية والدعوة إلى الأحلاف

توارت العصبية القبلية المقيتة بظهور الإسلام تدريجيا واعتصمت

بجحورها تنتظر الفرصة المواتية لها للظهور من جديد، فلما كانت وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرصتها فظهرت جلية سافرة من جديد في الارتداد عن الإسلام، إذ أدت بالكثير من القبائل العربية إلى قطع كل علاقة لها بدولة الإسلام في المدينة المنورة، ولكن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- تصدى لدعاتها بشدة لا تعرف المهادنة، ونجح في ذلك كل النجاح.

وكذلك كانت سياسة من جاء بعده من الخلفاء الراشدين، من ذلك أن الخليفة

عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- كان له موقف صارم من الدعوات العصبية حيث جاء في إحدى مراسلاته إلى أمراء الأجناد:«...إذا تداعت القبائل فاضربوهم بالسيف حتى يصيروا إلى دعوة الإسلام»، وبمثل ذلك أمر أبا موسى الأشعري–رضي الله عنهما- وحرم أيضا رجلا من عطائه لمناداته: «يا آل بني تميم !»، ثم أعاده إليه، وعاقب آخر نادى «يا آل ضبة !».

إلا أن العصبية القبلية عادت للظهور من جديد بعد أن صارت الخلافة إلى بني أمية، وتجلت سافرة، تضرس بأنياب وتطأ بمنسم في موقعة مرج

راهط سنة 64هـ التي كانت آخر الحلول بين القيسيين واليمنيين للاستحواذ على الخلافة، وامتدت هذه النعرة إلى القبائل العربية في العراق وخراسان، والأندلس، دون أن ننسى ما للشعراء من دور فاعل مقيت في تغذيتها، وساهم خلفاء بني أمية في بثها بين القبائل ظنا منهم أن ذلك يعزز من سلطانهم ويرسخه، إلا أنهم كانوا في عاقبة أمرهم أحد ضحاياها.

كما كان من عواقبها أيضا ظهور العصبية الإقليمية، وقلدتهم الشعوب الأخرى في ذلك، خاصة الفرس بالدعوة إلى عصبيتهم التي وظفوا كل

الوسائل لإعادة الاعتبار لأمجادهم.

هكذا كان حال المجتمع، ممزقا متفرقا متعاديا عندما تولى الخليفة عمر، فتصدى لها بحزم لا يعرف المهادنة ، وبقوة لا تعرف اللين، عاملا على جمع الشمل وتوحيد الأمة بالذي توحد به أولها، والذي كان أحد الأسباب

التي أدت إلى تفوقهم على غيرهم، وأكد ذلك في ارسالته الآتية باعتبارها من المنكر المقيت الممزق لنسيج الأمة الاجتماعي الذي يجب عليه أن يحاربها، حيث قال ابن عبد الحكم: كتب عمر بن عبد العزيز إلى الضحاك بن عبد الرحمن:

«أما بعد.

فإن الله جعل الإسلام الذي رضي به لنفسه، ومن كرُم عليه من خلقه، لا يقبل الله دينا غيره، كرَّمه لما أنزل من كتابه الذي فرق به بين الإسلام وبين ما سواه، فقال: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ

اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى

صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )(سورة المائدة، الآية: 15-16. )، وقال:(وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا )(سورة الإسراء، الآية: 105.

)، فبعث الله محمدا -صلى الله عليه وسلم- حين بعثه، وأنزل عليه الكتاب حين أنزله، وأنتم معشر العرب فيما قد علمتم من الضلالة والجهالة والجهد، وضنك العيش، وتفرق الدار، والفتن بينكم عامة، والناس لكم حاقِرون، مستأثرون عليكم بالدين، وليس من ضلالتهم من شيء إلا وأنتم على مثله، من عاش منكم عاش فيما ذكرت من الجهل والضلالة، ومن مات منكم مات إلى النار، حتى أخذ الله بنواصيكم عما كنتم فيه من عبادة الأوثان، والتقاطع، والتدابر، وسوء ذات البين، فأنكر منكركم، وكذب مكذبكم، ونبي الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى كتاب الله، وإلى الإسلام، ثم أسلم معه قليل مستضعفون في الأرض، يخافون أن يتخطفهم الناس فآواهم وأيدهم بنصره، ورزقهم الله، من أذن له بالإسلام، والدنيا مقبوضة عنه، والله منجز لرسوله موعوده الذي ليس له خُلفٌ، فيراه من يراه بعيدا، إلا قليلا من المؤمنين فقال: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(سورة التوبة، الآية: 33، سورة الصف، الآية: 09. ). وقال في بعض ما يعده والمسلمين أن قال: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا )(سورة النور، الآية55. ). فأنجز الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وأهل الإسلام موعودهم الذي وعدهم، فلم يعطكم الله يا أهل الإسلام ما أعطاكم من ذلك إلا بهذا الذي تفلجون( ) به على خصمكم، وبه تقومون شهداء يوم القيامة، ليس لكم نجاة غيره، ولا حجة، ولا حرز، ولا منعة في الدنيا والآخرة، فإذا أعطاكم الله منه أحسن يوم وعدتموه، فارجوا ثواب الله فيما بعد الموت، فإن الله قال: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)( سورة القصص، الآية: 83. ). وإني أُحَذِّركم هذا القرآن وتباعته فإن تباعته وشروطه قد أصابكم منها أيتها الأمة وقائع، من هِراقة دماء، وخراب ديار، وتفرق جماعات، فانظروا ما زجركم الله عنه في كتابه، فازدجروا عنه، فإن أحق ما خيف وعيد الله، بقول، أو بعمل، أو غير ذلك. فإن كان بقول في أمر الله فَنِعِمَّا له، وإن كان بقول في غير ذلك، فإنه يُفضي إلى سبيل هلكة.

ثم إن ما هاجني على كتابي هذا أمر ذُكِرَ لي عن رجال من أهل البادية، ورجال أُمِّروا

حديثا، ظاهر جفاؤهم، قليل علمهم بأمر الله اغتروا فيه بالله غِرَّة عظيمة، ونسوا فيه بلاءه نسيانا عظيما، وغيروا فيه نِعَمَهُ تغييرا لم يكن يصلح لهم أن يبلغوه، وذُكر لي أن رجالا من أولئك يتحاربون إلى مضر وإلى اليمن، يزعمون أنهم ولاية على من سواهم، وسبحان الله

وبحمده !ما أبعدهم من شكر نِعمة الله، وأقربهم من كل مهلكة، ومذلة، وصغر ! قاتلهم الله ! أية منزلة نزلوا، ومن أي أمان خرجوا، أو بأي أمر لصقوا؟! ولكن قد عرفت أن الشقي بنيته يشقى، وأن النار لم تُخلق باطِلا، أو لم تسمعوا إلى قول الله في كتابه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(سورة الحجرات، الآية: 10. )وقوله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا )(سورة المائدة، الآية: 03. )، وقد ذُكر لي مع ذلك أن رجالا يتداعون إلى الحلف، وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحلف، وقال:«لا حلف في لإسلام، قال: وما كان من حلف في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا شدة»، فكان يرجو أحد من الفريقين حفظ حلفه الفاجر الآثم، الذي فيه معصية الله ومعصية رسوله، وقد ترك الإسلام حين انخلع منه.

وأنا أحذر كل من سمع كتابي هذا، ومن بلغه، أن يتخذ غير الإسلام حصنا، أو دون الله، ودون رسوله، ودون المؤمنين وليجة تحذيرا بعد تحذير، وأذكرهم تذكيرا بعد تذكير،

وأشهد عليهم الذي هو آخذ بناصية كل دابة، والذي هو أقرب إلى كل عبد من حبل الوريد.

وإني لم آلكم بالذي كتبت إليكم نصحا، مع أني لو أعلم أن أحدا من الناس يجر شيئا ليؤخذ له به، أو ليدفع عنه، أحرصُ-والله المستعان على مذلته من كان، رجلا، أو عشيرة، أو قبيلة،

أو أكثر من ذلك، فادع إلى نصيحتي، وما تقدمت إليكم به، فإنه هو الرشد ليس له خفاء، ثم ليكون أهل البر، وأهل الإيمان عونا بألسنتهم، وإن كثيرا من الناس لا يعلمون.

نسأل الله أن يخلف فيما بيننا بخير خلافة في ديننا، وأُلفتنا، وذات بيننا، والسلام».

تلك هي سياسته تجاه العصبيات التي استشرى داؤها، بتحالف بعضها ضد البعض الآخر،

الذي عمل ما استطاع إلى ذلك سبيلا على معالجة هذا الداء بكل الوسائل التي أتيحت له بوأده تحت الأقدام، وأعلن أن لا حلف له، ولا للجماهير إلا مع الإسلام، «فهو الرشد الذي ليس له خفاء » على حد تعبيره، مذكرا إياهم بما كان عليه حالهم من ترد وتمزق، وكيف بدل الإسلام هذه الحال إلى أحسن حال، فأمنوا من بعد خوف، وشبعوا من بعد جوع، وهذب نفوسهم وطباعهم، وقوم سلوكم، ووحد شملهم، وحررهم من نزغات أنفسهم، ومن تبعيتهم لغيرهم، وأخرجهم من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الحكام إلى عدل الإسلام.

إلا أن من جاء بعده، خاصة يزيد بن عبد الملك، لم يكن في مستواه فهدم ما بناه في أول امتحان تعرض له بخروج يزيد بن المهلب على حكمه، فتعامل معه وكأنه شيخ قبيلة، لا

خليفة لكل المسلمين، فرعدت لمقتله أنوف اليمنية باعتباره أحد رموزهم، واستشرت النَّعْرة العصبية في المجتمع من جديد تفعل فعلها بالتمزيق، والتفريق، والتفكيك، لأوصال المجتمع، وكأن وحدة المسلمين ليس فيها أمنهم وقوتهم وعزتهم؟!

إن سنن الله التي جعلها ضابطة للعلاقات الإنسانية في أرضه لا تجامل أحد من عباده إذا

خرقها خارق، إذ لما عادوا إلى سيرتهم الأولى عادت تفعل فعلها بهم، فذهبت ريحهم وأصبحوا أكلة لكل آكل ونهبة لكل ناهب.

حرصه على المال والوقت والجهد

فانظر إلى مدى بلغ حرصه على المال والوقت والجهد، وقد تبدو هذه الأمثلة بسيطة لبعض الناس، ولكنها عظيمة الدلالة على فهم المسلم لقيمة المال والوقت، وهما من مقومات الحياة.

كتب الى ابى بكر بن حزم كتابا يقول فيه بعد ان توفى الملك سليمان ....

"أما بعد.. فإنك كتبت إلى سليمان كتاباً لم ينظر فيها حتى قبض - رحمه الله - وقد بليت

بجوابك. كتبت إلى سليمان تذكر أنه يقطع لعمال المدينة من بيت مال المسلمين، ثمن شمع كانوا يستضيئون به حين يخرجون إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر. وتذكر أنه قد نفد الذي كان يستضاء به. وتسأل أن يقطع لك من ثمنه بمثل ما كان للعمال، وقد عهدتك وأنت تخرج من بيتك في الليلة المظلمة الماطرة الوحلة بغير سراج. ولَعَمْرِي لأنت يومئذٍ خيرٌ منك اليوم. والسلام".

 

كتب أحد الولاة الي الخليفةعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يطلب منه مالا كثيرا ليبني سورا حول عاصمة الولاية

فاجابه عمر : ماذا تنفع الأسوار ؟؟؟ حصنها بالعدل ، ونقي طرقها من الظلم

اخلاق الاسلام

(ومن تواضعه أن نهى الناس عن القيام له، فقال: يا معشر الناس: إن تقوموا نقم، وإن تقعدوا نقعد، فإنما يقوم الناس لرب العالمين. وكان يقول للحرس: لا تبتدئوني بالسلام، إنما السلام علينا لكم.)

الرفق بالرعية

كان عمر بن عبد العزيز يقول: إن أحب الأمور إلى الله القصد في الجد، والعفو في المقدرة، والرفق في الولاية، وما رفق عبد بعبد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة، فيُروى أنه خرج ابن له وهو صغير يلعب مع الغلمان فشجَّه صبي منهم، فاحتملوا الصبي الذي شج

ابنه وجاءوا به إلى عمر، فسمع الجلبة فخرج إليهم، فإذا مُرَيْئَة تقول: إنه ابني وإنه يتيم. فقال لها عمر: هوِّني عليك، ثم قل لها: أله عطاء في الديوان؟ فقالت: لا. فقال: اكتبوه في الذرية. فقالت زوجته فاطمة: أتفعل هذا به وقد شج ابنك؟ فعل الله به وفعل، المرة الأخرى يشج ابنك ثانية. فقال: ويحك! إنه يتيم وقد أفزعتموه.

العدل أساس الحكم

التزم أمير المؤمنين عمر بمبدأ العدل على أتم وجه، وكان يرى أن المسؤولية والسلطة في نظر عمر هي القيام بحقوق الناس والخضوع لشروط بيعتهم، وتحقيق مصلحتهم المشروعة، فالخليفة أجير عند الأمة، وعليه أن ينفذ

مطالبها العادلة حسب شروط البيعة

الحريه فى الاسلام .......

كما أعلن عمر استئناف الحرّية السياسية التي منحها الإسلام للمسلمين إذ لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق، حتى وإن كان حاكما أو والياً. فقد أعلن عمر في أول يوم من أيام حكمه

الحرية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن الإسلام لا يرضى السكوت عن الظلم. فقد خطب في الناس يوماً فقال: ألا لا سلامة لامرئ في خلاف السنة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الله، ألا وإنكم تسمون الهارب من ظلم إمامه: العاصي، ألا وإن أولاهما بالمعصية الإمام الظالم.

لنقرااا كيف كان حرص امير المؤمنين على مال المسلمين حتى وان كان دينارا ......

جاء إلى عمر كتابٌ من أبي بكر بن حزم - والي المدينة - يطلب ورقًا يكتب فيه أمور الولاية، كان رده عليه: "أَدِقَّ قلمك وقارِب بين أسطرك، فإني أكره أن أُخرج للمسلمين ما لا ينتنفعون به".  

كيف كان يرد المظالم عن غير المسلمين فى الجزيه ....

كما بلغت سياسة عمر بن عبد العزيز في وضع المظالم عن الناس ومساعدتهم أيضاً حين كتب إلى عامله على الكوفة يقول:

( انظر من كانت عليه جزية فضعُفَ عن أرضه فأسلفه ما يقوي به على عمل أرضه، فإنا لا نريدهم لعام ولا لعامين)

. وقد أمر عمر ولاته بالأخذ بالرحمة والرأفة بالناس، فقد منع تعذيب أهل البصرة وغيرهم

لاستخراج الخراج منهم، وعندما أرسل إليه عامله على البصرة عدي بن أرطأة يقول: (إن أناساً قبلنا لا يؤدون ما عليهم من الخراج حتى يمسهم شيء من العذاب )

فكتب إليه عمر: (أما بعد، فالعجب كل العجب من استئذانك إياي في عذاب البشر كأني جنة لك من عذاب الله، وكأن رضاي ينجيك من سخط الله، وإذا أتاك كتابي هذا فمن أعطاك

فاقبله عفواً وإلا فأحلفه، فوالله لأن يلقوا الله بخياناتهم أحب إلى من أن ألقاه بعذابهم. والسلام.)


عندما تولى الاماره اول شىء فعله هو ان ياخد بالمشورة والنصيحه من كبار العلماء وليذكروا به الله حتى لا تاخذه الامارة عن امر ربه فماذاا فعل .......

كتب إلى الحسن البصري يسأله في ذلك فأجابه الحسن

الإمام العدل يا أمير المؤمنين كالأب الحاني على ولده يسعى لهم صغاراً ويعلمهم كباراً، يكتب لهم في حياته ويدخرهم بعد مماته. والإمام العدل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البّرة الرفيقة بولدها، حملته كرهاً ووضعته كرهاً وربته طفلاً، تسهر بسهره وتسكن بسكونه.

ترضعه تارة وتفطمه أخرى، وتفرح بعافيته، وتغتمّ بشكايته. والإمام العدل يا أمير المؤمنين وصيّ اليتامى، وخازن المساكين يربي صغيرهم. والإمام العدل يا أمير المؤمنين كقلب بين الجوانح، تصلح الجوانح بصلاحه، وتفسد بفساده. والإمام العدل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده؛ يسمع كلام الله ويُسمعهم، وينظر

إلى الله ويريهم وينقاد إلى الله ويقودهم. فلا تكن يا أمير المؤمنين - فيما

ملَّكك الله -كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله، فبدَّد وشرَّد العيال،

فأفقر أهله وفرَّق ماله


قد سلك عمر بن عبد العزيز بعض الطرق والوسائل لإصلاح ,ما يفعله الحجاج من سفك للدماء فمن ذلك نصيحته للوليد بالحد من صلاحيات عماله في القتل، وقد نجح في بادي الأمر في استصدار قرار يمنع أي والٍ من القتل إلا بعد علم الخليفة وموافقته على ذلك، فيذكر ابن عبد الحكم

أن عمر بن عبد العزيز دخل على الوليد بن عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين إن عندي نصيحة، فإذا خلا لك عقلك، واجتمع فهمك فسلني عنها. قال: ما يمنعك منها الآن؟. قال: أنت أعلم، إذا اجتمع لك ما أقول فإنك أحق أن تفهم. فمكث أياماً، ثم قال: يا غلام من

بالباب؟، فقيل له: ناس وفيهم عمر بن عبد العزيز. فقال: أدخله، فدخل عليه. فقال: نصيحتك يا أبا حفص، فقال عمر: إنه ليس بعد الشرك إثم أعظم عند الله من الدم،

وأن عمالك يقتلون،

ويكتبون إن ذنب فلان المقتول كذا وكذا، وأنت المسؤول عنه والمأخوذ به،

فاكتب إليهم ألا يقتل أحد منهم أحداً حتى يكتب بذنبه ثم يشهد عليه

، ثم تأمر بأمرك على أمر قد وضح لك. فقال: بارك الله فيك يا أبا حفص ومنع فقدك، عليَّ بكتاب. فكتب إلى أمراء الأمصار كلهم فلم يحرج من ذلك إلا الحجّاج فإنه أمضه، وشق عليه وأقلقه. وظن أنه لم يكتب إلى أحد غيره، فبحث عن ذلك، فقال: من أين ذهبنا؟، أو من

أشار على أمير المؤمنين بهذا؟، فأخبر أن عمر بن عبد العزيز هو الذي فعل ذلك فقال: هيهات إن كان عمر فلا نقض لأمره. ثم أن الحجّاج أرسل إلى أعرابي حروري من الخوارج. قال له الحجّاج ما تقول في معاوية؟، فنال منه. قال: ما تقول في يزيد؟، فسبه. قال: فما تقول في عبد الملك؟، فظلمه. قال: فما تقول في الوليد؟، فقال: أجوَرَهم حين ولاك، وهو يعلم عداءك وظلمك. فسكت الحجّاج وافترصها منه، ثم بعث به إلى الوليد وكتب إليه: أنا أحوط لديني، وأرعى لما استرعيتني، وأحفظ له من أن أقتل أحداً لم يستوجب ذلك، وقد بعثت إليك ببعض من كنت أقتل على هذا الرأي فشأنك وإياه. فدخل الحروري على الوليد وعنده أشراف أهل الشام وعمر فيهم فقال له الوليد: ما تقول فيّ؟، قال ظالم جبار. قال: ما تقول في عبد الملك؟، قال: جبار عاتٍ. قال فما تقول في معاوية؟، قال: ظالم. قال الوليد لابن الريان اضرب عنقه فضرب عنقه. ثم قام فدخل منزله وخرج الناس من عنده فقال: يا غلام اردد عليّ عمر، فرده عليه فقال: يا أبا حفص ما تقول

بهذا؟ أصبنا أم أخطأنا؟، فقال عمر: ما أصبت بقتله، ولغير ذلك كان أرشد وأصوب، كنت

تسجنه حتى يراجع الله عز وجل أو تدركه منيته. فقال الوليد

شتمني وشتم عبد الملك وهو حروري، أفتستحل ذلك؟، قال لعمري ما استحله، لو كنت سجنته إن بدا لك أو تعفو عنه، فقام الوليد مغضباً. فقال ابن

الريان لعمر: يغفر الله لك يا أبا حفص، لقد راددت أمير المؤمنين حتى ظننت أنه سيأمرني بضرب عنقك، وهكذا احتال الحجّاج على الوليد ليصرفه على

الأخذ برأي عمر في الحد من سرف الحجّاج وأمثاله في القتل

روائع عمر بن عبد العزيز

 

حكم بضعاً وثلاثين شهراً كانت أفضل من ثلاثين دهراً، نشر فيهم العدل والإيمان والتقوى والطمأنينة، وعاش الناس في عز لم يروه من قبل

ولكن فوجئ أمير المؤمنين بشكاوى من كل الأمصار المفتوحة (مصر والشام وأفريقيا...)، وكانت الشكوى من عدم وجود مكان لتخزين الخير والزكاة، ويسألون: ماذا نفعل؟

فيقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: أرسلوا منادياً ينادي في ديار الإسلام:

أيها الناس: من كان عاملاً للدولة وليس له بيتٌ يسكنه فلْيُبْنَ له بيتٌ على حساب بيت مال المسلمين.

ياأيها الناس :من كان عاملاً للدولة وليس له مركَبٌ يركبه، فلْيُشْتَرَ له مركب على حساب بيت مال المسلمين.

ياأيها الناس: من كان عليه دينٌ لا يستطيع قضاءه، فقضاؤه على حساب بيت مال المسلمين.

ياأيها الناس: من كان في سن الزواج ولم يتزوج، فزواجه على حساب بيت مال المسلمين.

فتزوج الشباب الاعزب وانقضى الدين عن المدينين وبني بيت لمن لا بيت له وصرف

مركب لمن لا مركب له

بالله عليكم احبابي واخواني في دين الله .. هل سبق وان سمعتم حضارة على مر العصور والازمنة حدث فيها مثل ما حدث في عهد الخليقة الاسلامي عمر بن عبدالعزيز

و لكن المفاجئة الاكبر في القصة هي

ان الشكوى ما زالت مستمرة بعدم وجود اماكن لتخزين الاموال و الخيرات!، فيرسل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى ولاته: "عُودوا ببعض خيرنا على فقراء اليهود والنصارى حتى يسْتَكْفُوا"،

فأُعْطُوا، والشكوى ما زالت قائمة، فقال: وماذا أفعل، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، خذوا بعض الحبوب وانثروها على رؤوس الجبال فتأكل منه الطير وتشبع.

حتى لا يقول قائل: جاعت الطيور في بلاد المسلمين

فهذا كله ثمرة تطبيق شرع الله في بلاد الله، خير للمسلمين والكفار والحيوان والطير .. أسال الله جل في عليائه ان يمكن لدينه ويحكم شرعه عاجلا غير اجل يا ارحم الراحمين، وأن يجمعنا الله وإياكم جميعا في الفردوس الأعلى دون سابقة عذاب

وفاته

عمر وهو في ساعة وفاته يرتِّل قوله  تعالي  ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾. 

 

author-img
السلام عليكم زوار ايقونة المعالي اتمنى ان تتم الفائدة من هذه المدونة للجميع

تعليقات

التنقل السريع