القائمة الرئيسية

الصفحات

محمد ناصر الدين الألباني    Albanian

الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه االله  

إسمه ومولده

  ناصر الدين بن نوح بن نجاتي الألباني ، و زاد  لاسمه  محمد لما في اسمه

الذي سمي به من تزكية ، فكان أحق الناس أن يكون ناصر الدين

الالباني

وقد ولد في مدينة أشقودرة  سنة 1914 م الموافق 1332 في ألبانيا ،  

  و  توفي على عمر يناهز 85  سنة من رحمه الله وجعل الجنة مثواه  .  

هجرته واستقراره  

 هاجر هو وعائلته من ألبانيا وهو في التاسعة من عمره ، حفاظًا على دين عائلته من  قبل والده ، واستقرفي دمشق عاصمة سوريا ، ثم انتقل بين بيروت والإمارات حتى استقر في عمان بالأردن حيث توفي هناك .

  طلبه للعلم   

كانت بدايته في طلبه للعلم – رحمه االله –مع كتاب الحافظ العراقي  المغني عن حمل الأسفار  ، وهو كتاب خرَّج فيه الحافظ العراقي كتاب "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزالي ، فقام الشيخ الألباني بنقل كتاب العراقي ، وأتم أحاديثه ، وشرح غريبه ، وقد انتفع بهذا الكتاب آثيراً كما قال هو رحمه االله .

وقد كان لمجلة المنار ، وبالأخص مقالات صاحبها محمد رشيد رضا أعظم الأثر في حياة الشيخ رحمه االلهللعلم   

جلده في طلب العلم    

ونذآر في ذلك حادثتين  
الأولى : أنه أعتل في عينه لأيامه الأولى   بالشام ، وقال   الطبيب أن يمكث شهراً لا

يقوم بمهنة الساعات ، و لا يقرأ   ! فظل أياماً ، ثم شعر بالملل ، وطلب من أحد إخوانه أن ينسخ له من المكتبةالظاهرية في دمشق كتاب "ذم الملاهي " لابن أبي الدنيا   فنسخ الناسخ حتى وصل إلى مكان فيه ورقة ضائعة ، قطعت اتصال الكلام ، فلما أخبرالشيخ بذلك طلب إليه  الشيخ أن يواصل  النسخ  ولما فرغ الناسخ وانتهت مدة العلاج ؛ ذهب الشيخ يبحث عن تلك الورقة الضائعة في المكتبة الظاهرية ،وبقي الشيخ ينقب عن  الورقة ، وفلم يجدلها خبرا ،وكان تلك الأثناء   يدون الأحاديث التي يقف عليها في المخطوطات ، وقد كتب ما يزيد عن أربعين مجلداً من الأحاديث بخطه !! وبلغ عدد المخطوطات  حوالي عشرة آلاف مخطوطة !!

وظل الشيخرحمه االله على هذه الهمة حتى توفي ، فإذا لم يستطع البحث قرأ ، فإذا لم يستطع القراءة قُرِأ له ومن عايش همة الشيخ ونشاطه قبل مرضه الأخير لم يميز بين أول حياته وبين هذه الأيام   .
وإذا قيلله في رحلاته بأن يرتاح ، قال : إن راحتي في الكلام والبيان !! لا في السكوت  .

رجوعه إلى الحق   

 وعرف الشيخ رحمه الله بعودته إلى الحق ، حتى تميز بها ، فكم من الأحاديث التي صححها ونشرها في الآفاق بسببه ، ولما انكشف له ضعفه بعد الطلبة تراجع عنه بالقوة

والإنصاف ، ومثال ذلك حديث دخول البيت.
    
اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج  وهذا حديث صححه الشيخ ثم رجع عنه في الفقه العملي كما في مسألة الجماع مع المرأة بعد طهرها من الحيض.
ولما كان الشيخ يظن أنه يكفي قطع الدم دون الاغتسال ، فقد تراجع عنه فيما بعد على رأي الجمهور،بعدم الجواز، الجماع إلا بعد الاغتسال.
وهذا الأمر  استغله الجاهلون والحسد لإظهار أنه يأتي من تناقضه وأنه لم يدرك ذلك بأن هذا من أعظم أخلاق الدين ، وقد تضاءل أتباعه في هذا العصر ، فكم من الناس تخاصموا بالكذب بعد ذلك؟
اتضحت له الحقيقة فأصر بغطرسة وكأنه لم يسمع الحقيقة؟ !!
وقد برأه الشيخ رحمه الله من هذا ، وتاب عليه مليئا بتراجع كلامه عن كلامه الذي بيّن فيه خطأه بجلاء ، وهذا لم ينقصه ، بل زاده.
الله  ولكنه مع الصالحين ، وهذا المهم ، والأهم أنه كان ينظر إلى ربه ولا يأبه بما يقال بعد نصحه في الدين.

تعظيمه لاعتقاد السلف ومنهجهم

وكان الشيخ رحمه الله من أعظم المدافعين عن دين الله تعالى في هذا القرن ، حتى اعتبره بعض الفاضلين - الشيخ مقبل الوادعي - من إحياء هذا الدين والمجدد له  ، واتخذ طرقًا

كثيرة لتوضيح عقيدة السلف الصالح والدفاع عنهم .
كما عرّف الناس على كتابه محذراً  من أخذ القبور دورًا للعبادة ، وفيه حذر كثيرًا من عمل المشركين ، الذي كان يُنقل إلى المسلمين ببناء المزارات و ، ودعاء الموتى ، والذبح لهم ، والنذركذلك.
     أما منهج السلف وفهمهم للكتاب والسنة فقد كان رحمه الله من أعظم المنتسبين له في نفسه المتمسكين الداعين له 
من

خلال كتبه وأشرطته ، وقد كان قوله تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل
المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً
  شعاراً له رحمه االله .

كتبه ومؤلفاته

وهي بحمد االله كثيرة نافعة ، ولا يُعلم له رسالة مكررة أو أنه يمكن للباحث أن يستغني عن العلم الذي فيها ،


وقد بلغ المطبوع منها أكثر من 40ما بين تحقيق وتأليف ، وله من المؤلفات المخطوطة في خزانته ما لعله أن
يبلغ ضعف هذا العدد .
وقد نفع االله بكتبه كثيراً من الناس ، فنهلوا من علمها واستفادوا من التحقيق الذي فيها ، وإن كان بعضهم سطا
عليها سرقة منها دون أن يشير ولو بأدنى إشارة أنها لغيره، ويصدق على هذا قوله تعالى  ولا تحسبن
الدين يفرحون بما أوتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا    وينطبق عليهم قوله صلى االله عليه وسلم :
 
المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور   .

ثناء العلماء عليه  

وقد أثنى عليه أهل العلماء ثناء عطراً ، وهو يستحق أآثر منه ، فقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه االله   


 
ما علمت تحت أديم السماء أعلم بالحديث من الشيخ الألباني         وللشيخ محمد بن صالح العثيمين ثناء
وقد وصفه بالعلامة المحدث ، وقد أثنى عليه غيرهما ، وقيلت فيه أشعار لطيفة يمكن للقارئ أن ينظرها في
 كتاب حياة الألباني لأخينا محمد بن إبراهيم الشيباني .

عداءُ أهل البدعة له :

لا يحب الألباني إلا صاحب سنَّة ، أو فطرة سليمة ، ولا يبغضه إلا صاحب بدعة ، أو جاهل بقدره ، وقديماً
قال السلف من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر .


وقد تكالب على الشيخ رحمه االله أهل البدع والضلال من جميع الطوائف والفرق ، فكان رحمه االله آالطود
الشامخ يرد على هذا ، ويفند شبهة هذا ، حتى أتى على بنيانهم من قواعده فخر عليهم السقف من فوقهم .

فتوى الهجرة من فلسطين :

وقد شنع على شيخنا بعض المشاغبين من أهل الجهل ؛ فراح يُلبس الشيخ رداءً ليس له ، ويحمِّل آلامه ما لم
يحتمله ، أو يزوِّر الحقائق التي أتى بها الناس .


وملخص هذه المسألة أن الشيخ رحمه االله سئل عن أناس يعيشون في بلادٍ لا يستطيعون إظهار شعائر دينهم
فيها ، فقال لهم الشيخ بوجوب الهجرة إلى بلاد يستطيعون فيها ذلك استدلالاً بقول االله تعالى : قالوا ألم تكن أرض االله واسعة فتهاجروا فيها 
وهذا تبكيت من الملائكة لمن ظلَّ بين الكفار أو العصاة فأثر ذلك في دينه
فاحتج على فعله بغيره .
    ولم سئل الشيخ هل هذا ينطبق على فلسطين ؟ قال : على كل بلاد الدنيا ، ما الفرق بين فلسطين وغيرها ؟
كما أن مكة أعظم عند االله من فلسطين ، ومع هذا هاجر منها المسلمون وعلى رأسهم نبينا محمد صلى االله
عليه وسلم ، ومن الصحابة من هاجر إلى الحبشة وهي بلاد آفر ، لما لم يكن يستطيع إظهار دينه .
فقام وطبل وزمر لهذه الفتوى أهل التطبيل والتزمير من أهل الجهل والضلال وكان ذلك قرب موعد
الانتخابات النيابية ، ظنَّاً منه أنه يستطيع استعطاف الناس للحصول على الأصوات !! أما أن تكون القضية
قضية دين فلا ، فهو غارقٌ في تصوف بالٍ ، وسادر في جهل فاضح .
والعجب من أولئك المشايخ - وأغلبهم دكاترة في الشريعة - اجتماعهم على تخطئة الشيخ رحمه االله ، ولم نرَ
اجتماعهم هذا على تضليل الحبشي مثلاً ، أو على التحذير من فسقٍ أو فجور أو ضلال ، وبعض من وقَّع على
ذلك يعتبر من غلاة الأشاعرة ، وبعضهم لا يدرى منهجه أو اعتقاده !! وبعضهم على خير لكن استجر على
التوقيع   
والقضية علمية شرعية تكلم فيها الشيخ بعلم وأدلة ، ومن خالف لم يحسن من ذلك شيئاً ، وبعضهم – لغباء أو
جهل أو شرود ذهن – ظن أن أهل فلسطين يقفون على الحدود رافعين جوازاتهم ينتظرون فتوى الألباني
ليغادروا فلسطين !! والأآثر لا يهمهم دين من بقي بين اليهود ، فتخلق بأخلاقهم وتعودوا على عاداتهم ، فمنهم
من زوج ابنته ليهودي !! ومنهم من شكك في كفرهم !!.
والمهم عند هؤلاء ألا يخرج من فلسطين ولو ضيع دينه أي أن المهم ألا تضيع الأرض !!


نشاطه في الدعوات والزيارات العلمية

والشيخ رحمه االله من النشيطين في الدعوة إلى االله ، فلم يكن ليكتفي بالتأليف حتى أضاف إليه الخروج إلى
الناس وزياراتهم في بلدانهم وقراهم .


فمنذ أن كان بالشام وهو يسافر إلى حلب وحماة وإدلب و غيرها ، وحدثني بعض من كان هناك أن الشيخ كان
يأتيهم كل أسبوع على دراجة هوائية ، وكانت المسافة من دمشق إليهم حوالي 45آيلو متراً !!
وقد سافر الشيخ رحمه االله إلى أسبانيا والكويت والإمارات وقطر وطاف في مناطق المملكة العربية السعودية
جميعها تقريباً !!
وكذا أمره عندنا في الأردن ، فما من أحدٍ يدعو الشيخ إلا ويلبي دعوته ويزوره ويلقي عندهم ما يسر االله من
العلم النافع ، وكان الشيخ قد شرفني بزيارة إلى بيتي في إربد ، وسجل اللقاء تحت عنوان " مسائل فقهية " ،
ولم تكن هذه الزيارة هي الأولى له إلى الشمال ، فقد سبقها أخوات لها

نماذج من أخلاق الشيخ رحمه االله   

  كراهيته للمدح
لم يكن الشيخ رحمه االله يحب أن يمدحه أحد ، وخاصة في وجهه ، وكتبه كلها ليس فيها لفظ  الشيخ  قبل


اسمه !! وقد مدحه مرة الشيخ محمد إبراهيم شقرة في وجهه فبكى ، ومدحه آخر فبكى وأنكر على من      مدحه.
   خوفه من الرياء    
وجاءه مرة بعض إخواننا من بنغلادش – من أهل الحديث – وقالوا للشيخ : إن عددهم حوالي أربعة ملايين
وإنهم يودون بزيارة الشيخ لهم هناك ، وقد جهزوا ملعباً يتسع لأعداد كبيرة للقائه والاستماع إليه ، فرفض
الشيخ الدعوة . فقال الداعي : إنها أسبوع يا شيخ !! فرفض الشيخ : فأنزل المدة إلى ثلاثة أيام !! فرفض الشيخ
فأنزلها إلى يوم واحد !! فرفض الشيخ وبشدة ، فقال الداعي في النهاية : نريد محاضرة وتغادر على نفس
الطائرة !! فرفض الشيخ وبشدة أيضاً فتعجب الرجل من رفض الشيخ وكذلك الذين معه ، وانصرف الرجل
حزيناً ، فسأل الأخُ أبو ليلى - وهو الذي حدثني بهذه القصة – الشيخَ : لم رفضت يا شيخ ؟ فرد عليه رحمه االله
:
ألم تسمع ماذا قال ؟ فقال أبو ليلى : وماذا قال يا شيخ ؟ فقال : ألم تسمع قوله إنهم أربعة ملايين !! فتصور
أني أحاضر بمثل هذا العدد ، فهل آمن على نفسي من الرياء ؟!! وكان درساً عظيماً من الشيخ لتلاميذه وللناس
جميعاً بالبعد عن المواضع المهلكة للداعية .

     تفقده لإخوانه      

كنا مرة في رحلة معه ، فانتهينا منها في الواحدة ليلاً وكنا في خمس سيارات ، وأنا أقود واحدة منها ، فسبقنا
الشيخ ، ففوجئت بأن إطار سيارتي قد ذهب هواؤه ، فأصلحته وقد ذهبتْ السيارات جميعاً

، فما هي إلا
لحظات حتى رجع إلينا الشيخ مع السيارات ، وسأل عن سبب التأخر ، فلما رأى السبب علم بالحال ، وكان
رحمه االله قد افتقدنا في الطريق ورأى أن سيارة قد نقصت ، فسأل عنها ، فلما لم يُعطَ جواباً رجع من طريقه
فرآنا على تلك الحال ، فطلبنا من الشيخ أن يذهب إلى أهله وبيته ونحن نصلح الإطار ، ونلحق بهم ،فأبى
رحمه االله إلا أن ينتظرنا لننتهي مما نحن فيه ، وآان ذلك وغادرنا سوياً
وحدثني بعض تلامذته أنه آان يتصل بالشيخ آل يوم ، وفي يومٍ من الأيام لم يفعل ذلك، فما هو إلا أن يدق
جرس الهاتف ، ويتبين للأخ أنه الشيخ الإمام الألباني !! وأنه افتقد هذا الأخ لعدم اتصاله ، فسارع للسؤال عنه
ودخل هذا الأخ نفسه المستشفى لحادث وقع له ، وإذ بالشيخ الإمام يأتي لزيارته في المستشفى !! قال    
    فأثرت هذه الزيارة فيَّ وفي أهلي الشيء الكثير   

        مقابلته الإحسان بالإحسان  

وكان بعض تجار عمان على علاقة بالشيخ رحمه االله ، قال : ففاجأني الشيخ يوماً بزيارة إلى محلي !! وجاء
معه بمجموعة قيمة من الكتب وقدَّمها هدية لي    

بكاؤه      

والشيخ رحمه االله – على خلاف ما يظن الكثيرون – رقيق القلب ، غزير الدمع ، فهو لا يُحدَّث بشيء فيه ما
    يبكي إلا وأجهش في البكاء ، ومن ذلك

حدثته امرأة جزائرية أنها رأته يسأل عن الطريق الذي سلكه النبي صلى االله عليه وسلم ، فدُلَّ عليه فسار
على خطواته لا يخطئها ، فلم يحتمل آلامها ، وأجهش بالبكاء ..وفي آخر لقاء لي به رحمه االله ، حدثته عن رؤيا رآها بعض إخواننا ، وهي أنه رأى هذا الأخ النبيَّ صلى
االله عليه وسلم ، فسأله : إذا أشكل عليَّ شيء في الحديث مَن أسأل ؟ فقال النبي صلى االله عليه وسلم : سل
محمد ناصر الدين الألباني .
فما أن انتهيت من حديثي حتى بكى بكاءً عظيماً ، وهو يردد " اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا
يعلمون . "
.وحدثه بعض إخواننا عن سب والده للرب والدين – والعياذ باالله – فبكى الشيخ لما سمع من جرأة من
ينتسب للدين على بعض هذه القبائح و العظائم في حق االله ، وحكم على والده بأنه مرتد آافر    
وأخبره بعض إخواننا عن مشكلة حصلت معه، وأنه في ورطة ، فقال الأخ : فما هو إلا أن رأيت الشيخ وقد
    دمعت عيناه ودعا لي بأن يفرج االله كربي ، فكان ذلك
     وهذا غير ما سبق من بكائه عند مدحه في وجهه  

زوجاته وأولاده    

تزوج الشيخ الإمام رحمه االله من أربع نسوة    
    فأنجب من الأولى : عبد الرحمن ، و عبد اللطيف ، و عبد الرزاق

  
ومن الثانية : عبد المصور ، و عبد المهيمن ، ومحمد ، وعبد الأعلى ، و أنيسة ، و آسية ، و سلامة ، 
وحسَّانة ، و سكينة    
ومن الثالثة : هبة االله    

ولم ينجب من الرابعة ، وهي " أم الفضل " ، وهي التي ظلت معه إلى آخر أيامه   

مرضه ووفاته :

وقد أصابت الشيخ أواخر حياته أمراض مؤلمة ، نزل وزنه بسببها إلى أن وصل يوم

وفاته إلى أقل من   30كيلو

وقد أكرمه االله بصفاء ذهنه وعدم تخليط عقله ، وكان يعرف زواره ؛ بعضهم بأسمائهم ، وبعضهم بصورهم  وأشكالهم

وقد كان يبذل جهداً كبيراً في الكلام وكان أغلب وقته في الفراش وكان رحمه االله لا يهدأ في أوقات القدرة عن البحث والمطالعة وإذا لم يستطع ذلك أمر بعض أبنائه أو من
عنده بأن يحضر له كتاباً معيناً ويقرأ منه .


وهكذا قضى رحمه االله أكثر من ستين سنة بين كتب أهل العلم دراسة وتدريساً ، علماً وتعليماً ، إلى آخر أيام  حياته

كتبه
أبو طارق
إحسان بن محمد بن عايش العتيـبي

ثناء العلماء عليه   رحمه الله 

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني، وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل

مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم


 

فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد

لقد كان رحمه الله من العلماء الأفذاذ الذين أفنوا أعمارهم في خدمة السنة و التأليف فيها  و الدعوة إلى الله عز و جل و نصرة العقيدة السلفية و محاربة البدعة، و الذب عن سنة الرسول- صلى الله عليه و

سلم-  و هو من العلماء المتميزين، و قد شهد تميزه الخاصة و العامة. و لاشك أن فقد مثل هذا العالم من المصائب الكبار التي تحل بالمسلمين. فجزاه الله خيراً على ما قدم من جهود عظيمة خير الجزاء و أسكنه فسيح جناته


 

العلامة محمد بن صالح العثيمين

فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل،  أنه حريص جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم

جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلىعلم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.


 

العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي

يقول الشيخ عبد العزيز الهده : "ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له"


 

الشيخ عبد الله العبيلان

أعزي نفسي و إخواني المسلمين في جميع أقطار الأرض بوفاة الإمام العلامة المحقق الزاهد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، و في الحقيقة الكلمات تعجز أن تتحدث عن الرجل، ولو لم يكن من مناقبه إلا أنه نشأ في بيئة لا تعد بيئة سلفية، و مع ذلك صار من أكبر الدعاة إلى الدعوة

السلفية و العمل بالسنة و التحذير من البدع لكان كافياً، حتى أن شيخنا عبد الله الدويش و الذي يعد من الحفاظ النادرين في هذا العصر و قد توفي في سن مبكرة، يقول رحمه الله : منذ قرون ما رأينا مثل الشيخ ناصر كثرة إنتاج وجودة في التحقيق، ومن بعد السيوطي إلى وقتنا هذا لم يأت من حقق علم الحديث بهذه الكثرة و الدقة مثل الشيخ ناصر.

وصية العلامة الألباني لعموم المسلمين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله .. وبعد

فوصيتي لكل مسلم على وجه الأرض و بخاصة إخواننا الذين يشاركوننا في الإنتماء إلى الدعوة المباركة دعوة الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.

أوصيهم و نفسي بتقوى الله تبارك و تعالى أولاً، ثم بالإستزادة بالعلم النافع، كما قال تعالى

( واتقوا الله و يعلمكم الله ) و أن يعرفوا عملهم الصالح الذي هو عندنا جميعاً لا يخرج عن كونه كتاب و سنة، و على منهج السلف الصالح، و أن يقرنوا مع عملهم هذا و الاستزادة منه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا العمل بهذا العلم، حتى لا يكون حجة عليهم، وإنما يكون حجة لهم يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أحذرهم من مشاركة الكثير ممن خرجوا عن المنهج السلفي بأمور كثيرة.. و كثيرة جداً، يجمعها كلمة "الخروج" على المسلمين و على جماعتهم، و إنما نأمرهم بأن يكونوا كما قال - عليه الصلاة و السلام - في الحديث الصحيح:" وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله تبارك و تعالى" و علينا - كما قلت في جلسة سابقة وأعيد ذلك مرة أخرى-  و في الإعادة إفادة، و علينا أن نترفق في دعوتنا المخالفين إليها، و أن تكون مع قوله تبارك و تعالى دائما و أبداً: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن)  و أولمن يستحق أن نستعمل معه هذه الحكمة هو من كان أشد خصومة لنا في مبدئنا و في عقيدتنا، حتى لا نجمع بين ثقل دعوة الحق التي امتن الله عز و جل بها علينا و بين ثقل أسلوب الدعوة إلى الله عز و جل، فأرجو من إخواننا جميعاً في كل بلاد الإسلام أن يتأدبوا بهذه الآداب الإسلامية، ثم أن يبتغوا من وراء ذلك وجه الله عز و جل، لا يريدون  جزاءً و لا شكوراً.

author-img
السلام عليكم زوار ايقونة المعالي اتمنى ان تتم الفائدة من هذه المدونة للجميع

تعليقات

التنقل السريع