القائمة الرئيسية

الصفحات

حادثة الاسراء والمعراج 

محمد  صلى الله  عليه وسلم   أعظم  عظماء  التاريخ

السيرة الذاتية  للرسول  صلى الله عليه وسلم مختصرة

حياة الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) قبل البعثة  أعظم عظماء التاريخ

نسبه:

من هو محمد صلى الله عليه وسلم؟


الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم



هو محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف...وينتهي نسبه الى سيدنا  اسماعيل بن ابرهيم الخليل عليهما السلام.


رحلته الْاولى الى الشام:

 

لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم  الثانية عشر من عمره,اْخذه عمه معه في تجارة الى

الشام فلما وصلوا الى احدى المدن الشامية (بصرى) نزلوا بها فخرج اليهم الرهب

جرجيس المعروف (بحيرى)على غير عادته ,  فاْكرم  ضيافتهم وعرف الرسول بصفاته    فاْخذ بيده وقال ها سيد العالمين ها يبعثه الله رحمة للعالمين , فساْله ابو طالب عن ذالك فقال:

انا نجده في كتابنا واعرفه بخاتم النبوة في كتفه ثم نصح ابا طالب ان يرده خشية عليه من اليهود   فاْرسله اْبو طالب مع بعض غلمانه الى مكة وقد يسر الله لرسوله رحلة ثانية الى

الشام اطول واثرى وانجح  من الاولى حيث سافر باْموال خديجة رضي الله عنها  والحق ان الاسفار مهمة للداعية الناجح ليختلط بالناس ويحادثهم ويعرف عوائدهم ومشكالهم فتكون دعوته من الواقع لا من الخيال   




تعبده في غار حراء:

 

في سن السابعة والثلاثين من عمره ازداد حبه للتاْمل والتفكير فاهتداء الى غار حراء بجبل النور بمكة فاصبح ياْوي اليه,ويتردد عليه كثيرا واكثر ما يمكث فيه في شهر رمضان,

وكان يتزود لذلك واختاره هروبا من صخب الحياة وهموم الناس الصغيرة وشمئزاز من

عقائد الهلهلة, ومفكر في مشاهد الكون البديع كل ذالك عناية من الله وتدبير منه وتهيئة لعبده الذي سيحمله اْعظم  اْمانة في الوجود وهي الرسالة الخاتمةْ

 

بدء الوحي:

 

لما اكتمل عقل النبي ببلوغه سن الاربعين,لاحت له دلائل النروة,وهي الرؤية الصالحة ,فكان لا يرى رؤية الا وجاءت مثل فلق الصبح حتى مضى على لك ستة اشهر  وفي العام الثالث من عزلته ليلة الثلاثاء الحادي عشر من رمضان الموافق للعاشر من اْوت 610 م ا

كرمه الله بنزول اول فيض من كلامه اذ جاء الملك فقال له اقراء فقال ما انا بقارئ فاْخذه فغطه حتى بلغ منه الجهد ثم اْرسله,

فقال اقراء فقال ما انا بقارئ فغطه الثالثة وقال (اقراْ باسم ربك الي خلق الانسان من علق اقراْ وربك الاكرم الذي علم بالقلم  علم الانسان ما لم يعلم)

فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال زملوني زملوني فزملوه  حتى ذهب عنه الروع  فاخبرها الخبر وقال لقد خشيت على نفسي فقالت كلا والله لن يخزيك الله ابدا,انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق  ،  فانطلقت به خديجة حتى اتت به ورقة ابن نوفل العالم بالانخيل فاخبره

ورقة ان الي جاءه هو جبريل وانه نبي اخر الزمان وانه سيؤذى ويطرد كما فعل بالانبياء قبله,ثم فتر الوحي اشهر  فكان يبلغ الياْس بالرسول ان يهم بالقاء نفسه من الشواهق  فياْتيه جبريل فيواكد بانه نبي فيعود ولما اْتت فترة الوحي وذهب عن النبي ما كان يجده من الخوف والفزع وحصل له التشوق الى استقبال الوحي وتبددت ظلال الحيرة عن قلبه واْيقن انه رسول الله حقا  جاءته الدفعة الثانية من الوحي بسورة المدثر 

ثم حمى الوحي وتتابع.


الدعوة من البعثة الى الهجرة:

 

مرت الدعوة النبوية بدورين  مكي ومدني وفي الدور المكي مرحلتان الدعوة سرا والدعوة جهرا


الدعوة السرية :

متى  بدأت الدعوة السرية

دامت هذه المرحلة ثلاث سنوات بداْ فيها الرسول  صلى الله عليه وسلم باْهل بيته وزوجته خديجة بنت خويلد,ومولاه زيد ابن حارثة,وابن عمه الذي في حجره علي بن ابي طالب ,ثم

دعى اعز اصحابه ابى بكر ابن ابي قحافة  فاستجاب,ونشط كل من اسلم في دعوة غيره ممن يثقون بهم وبرجاحة عقولهم ,فاسلم على يد ابى بكر ثمانية  عثمان ابن عفان والوبيلر ابن العوام وعبد الرحمان ابن عوف وسعد ابن ابى وقاص وطلحة ابن عبيد الله رضي الله عنهم

وكان هؤلاء يلتقون سرا مع النبي صلى الله عليه وسلم

في دار الارقم  ابن ابي الارقم رضي الله عنه ويصلون في شعاب مكة

 

الدعوة الجهرية باللسان فقط:


لما نزل على رسول الله قوله تعالى ( فاصدع بما تؤمر واعرض عن الكافرين )

صعد الى الصفاء وجمع اليه بطون قريش واخبرهم فيما اذا كانوالا يزالون يعترفون بصدقه وامانته ,وقال لهم: " لو اخبرتكم ان خيلا تريد الاغارة عليكم اتصدقونني؟" (قالوا

وما جربنا عليك كذب قط" ) فقال: " فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "فتفرقوا عنه وسبه ابو لهب قائلا (تبا لك الهذا جمعتنا),فنزل فيه قوله تعالى :(تبت يدا ابي لهب وتب).

 

موفق المشركين من الدعوة



لما جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة الاسلام,جن جنون قريش وسعت
جاهدة لإحباط الدعوة الاسلامية بعدة طرق وأساليب منها ما يلي :
 
 

اساليب المشركين في مواجهة الدعوة الاسلامية

 
أولا الحرب الباردة :
 

~الضغط على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسعي لدى ابي طالب ليكفه عنهم او يخلي بينهم وبينه.                                                                 

  ~التشويش على رسول الله صلى الله عليه وسلم في موسم الحج ووصفه بأنه ساحر يفرق بين المرء وزوجه.

        ~السخرية بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام وقالوا عن رسول الله بأنه كاهن,و شاعر , ومجنون , وكذاب ...و اصحابه مستضعفون.

~ التشكيك في القران الكريم ,ومعارضته بالقصص والخرافات, وقالوا هو مجرد

اساطير الاولين.

~المساومة في ان يعبد الهتهم عاما ويعبدون الهه عاما فنزل   قوله تعالى : 

                                      بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)

   
   الايذاء :    ثم تطور الموقف الى
 

1|تعذيب اصحابه مثل ال ياسر  وخباب ابن الارث ,وصهيب,وعثمان ابن عفان,حتى هات منهم من مات او عمي تحت التعذيب.

2|اما الرسول صلى الله عليه وسلم فنذكر بعض ما اصبه من الاذى :

~كان ابو لهب يرميه بالحجارة فتدمى قدماه وامر بنيه بتطليق بنتي الرسول صلى الله عله

وسلم  رقية وام كلثوم

~كان المشركون وعلى راسهم امراْة ابى لهب يضعون الشوك فيطريق الرسول وعلى بابه

~وضع التراب على راس الرسول صلى الله عليه وسلم

~القى عقبة ابن ابي معيط على راس الرسول صلى الله عليه وسلم سلا الجزور (بقايا

الذبائح) وهو يصلي.

~فتت ابي بن خلف عظما ورماه ونفخه في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم.

 
الإغراء

ثبت المسلمون على دينهم ثباتا عجيب ,حتى مالت اليهم قلوب بعض المشركين فاسلموا كحمزة وعمر ابن الخطاب فقررت قريش ان تجرب الاغراء

,فعرضت على الرسول صلى الله عله وسلم   الملك والمال والنساء والجاه

 فرفض كل ذلك  وتلا على عتبة ابن ربيعة رسول قريش اليه

 اوائل سورة فصلت فرجع الى قومه متاْثرا.     

                    


~المقاطعة والحصار

 

وفي السنة السابعة من البعثة ,عزل بنو هاشم في شعب مكة  ,لا يكلمهم الناس ولا

يجلسونهم  ولا يزوجونهم ولا يبيعونهم   ....وكتبوا بذلك صحيفة علقوها في الكعبة وبعد

ثلاث سنوات من الالم والجوع اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم  عمه ان الصحيفة اكل ما فيها من الظلم الحشرات  فقال ابو طلب لقريش ان صدق ابن اخي  فككتم الحصار وان لم يصدق  اسلمه لكم ... فلم يجدوا فيها  إلا باسمك الهم ففكوا الحصار ولكنهم لم يسلموا.

 

هجرة المسلمين الاولى والثانية الى الحبشة      

  متى كانت الهجرة الى الحبشة ؟

حينما اشتد البلاء والفتنة والإيذاء على المسلمين في مكة قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم"ان بأرض الحبشة ملكا لا يظلم عنده احد فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرج ومخرجا مما انتم فيه,"رواه ألبخاري , فخرجوا المسلمين حتى نزلوا بالحبشة  فأكرمهم النجاشي وأمنهم وكان اول من هاجر من المسلمين عثمان ابن عفان وزوجته رقية بنت

رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعه جمع من كبار الصحابة ,وكانت  الهجرة الاولى سنة خمس من مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم وعدد الذين هاجروا فيها احدى عشر رجل وأربعة نسوة خرجوا متسللين سرا,فوفق الله لهم ساعة وصولهم الى الساحل سفينتين لتجار,فحملوهم الى الحبشة  فخرجت قريش في اثارهم فلما وصلوا البحر لم يدركوا منهم احد,ثم رجعوا الى مكة في شوال لما بلغهم ان قريش  صافوا الرسول صلى الله عليه وسلم وكفوا عنه وكان سبب ذالك انا رسول صلى الله عليه وسلم قرأ  سورة النجم فلما بلغ (افرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى)فلما بلغ السجدة سجد وسجد معه المسلمين والكفار المشركين كلهم وقد توالى عليهم اللوم والعتاب من كل جانب ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين وعند ذلك كذبوا على الرسول صلى الله عليه وسلم وفتروا عليه  وقالوا انه عطف على الهتهم    وأصنامهم بكلمة تقدير وانه قال عنها تلك الغرانيق العلى  وان شفاعتهم لترتجى فقال المشركون ما ذكر الهتنا بخير قبل اليوم ولما استمر النبي صلى الله عليه وسلم في سب الهتهم عادوا الى شر ما كانوا عليه  وازدادوا شدة على من اسلم ,فهاجر المسلمون الهجرة الثانية فكان عددهم فيها ثلاثة وثمانون رجلا  وثمانية عشر امرأة وأبناؤهم وقد ارسلت قريش في اثرهم عمر ابن العاص وعبد الله ابن ابي ربيعة بهدايا الى النجاشي  ليرد المسلمين ولكن هيهات فقد اسلم النجاشي وأبى ان يردهم وأعطاهم الامان في ارضه  واقرهم  على دينهم  ورد رسل قريش خائبين.

 
 

خروج الرسول  صلى الله عليه وسلم الى الطائف 

 

لما اشتد البلاء من قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موت عمه ابو طالب ,خرج

الحبيب محمد الى الطائف ,في شوال من العام العاشر لنبوة ,فمكث فيها عشرة ايام

يدعوا اهلها رجاء ان يؤووه وينصروه على قومه ويمنعوه منهم حتى يبلغ رسالة ربه.

ودعاهم الى الله عز وجل فلم يرى من يؤوي ولم يرى ناصر,وأذوه اشد الاذى ,ونالوا منه ما لم ينل منه قومه ,وكان معه زيد ابن حارثة مولاه فأخرجوهما  ورموهما بالحجارة وكلمات من السفه  اشد وقعا من الحجارة حتى دمت قدماه وزيد ابن حارثة يقيه بنفسه حتى

اصابه صلى الله عليه وسلم شجاج في رأسه فانصرف الى مكة محزونا .

وفي طريق عودته صلى الله عليه وسلم دعى بهذا الدعاء المشهور  (اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي , وقلة حيلتى ,وهواني على الناس انت رب المستضعفين وأنت ربي ,الى من

تكلني ,الى الى بعيد يتجهمني, اوالى عدوا ملكته أمري ان لم يكن بك غضب عليا فلا ابالي ,غير ان عافيتك هي اوسع لي,اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والآخرة ان يحل عليا غضبك ,او ينزل بي سخطك,لك العتبى حتى ترضى ,ولا حول ولا قوة إلا بك ) فأرسل ربه تبارك وتعالى اليه ملك الجبال يستأذنه ان يطبق الاخشبين على اهل مكة ,وهما الجبلان اللذان تقع بينهما مكة فقال " بل استاني بهم لعلى الله يخرج من اصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا ",ثم انتها الى مكة  فأرسل رجل من بني خزاعة ال المطم بن عدي"ادخل في جوارك؟"فقال نعم  وانصرف الى بيته والمطعم بن عدي وولده محدقون به في السلاح حتى دخل بيته.

 

حادثة الاسراء والمعراج

للحبيب محمد

في تلك الظروف الصعبة كانت المواساة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحادثة الاسراء والمعراج يقول الله عز وجل : (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى

المسجد الاقصى الذي بركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير  (الاسراء 1),

 

وفي الصحيحين عن انس رضي  الله عنه قال كان ابو ذر يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"فرج سقف بيتي وانأ بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمان فأفرغه في صدري ثم اطبقه ثم اخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا :

وفي رواية لمسلم "اتيت بالبراق وهو دابة ابيض طويل   فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه ,قال فركبته  حتى اتيت بيت المقدس  قال فربطته بالحلقة التي يربط بها الانبياء ,قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين  ثم خرجت فجاني جبريل  عليه السلام بإناء من خمر وانا من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل اخترت الفطرة ,قال ثم

عرج بنا الى السماء  وقد لقي الرسول صلى الله عليه وسلم في معراجه الانبياء   ادم ,ويوسف ,وإدريس,وعيسى ,ويحي,وهارون ,وموسى ,وإبراهيم,عليهم السلام,وسمع صريف الاقلام  ,وفرضت عليه الصلاة,ثم رفع الى سدرة المنتهى ثم رفع له البيت المعمور في السماء السابعة,ورى  نهر الكوثر وانهار الجنة ورى جبريل عله السلام على هيئته ,ورى اقواما يعذبون على جرائمهم  ورغم ان حادثة السراء والمعراج كانت مواساة وتطمينا  لرسول صلى الله عليه وسلم إلا انها كانت فتنة لبعض المسلمين وللكافرين  ممن لم يصدقوا بها  وحادثة الاسراء كانت بالروح وبالجسد. 

ولما اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم قريشا بهذه الرحلة , استعظموا الخبر,وطلبوا منه ان يصف لهم بيت المقدس فجلاه الله له فوصفه لهم, واخبرهم عن عيرهم في مسراه وعن

وقت قدومها,واخبرهم عن البعير الذي يقدمها ,فكان الامر كذلك فلم يزدهم ذلك إلا نفورا


1.     بيعة العقبة الاولى والثانية :


للحبيب محمد  



 بيعة العقبة الاولى

جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من رحلته الاسراء والمعراج وهو ممتلئ حماسا لدعوة فشرع يعرض نفسه في مواسم الحج  على القبائل فتعرض لستة نفر من الخزرج سنة 11  من النبوة,منهم اسعد ابن زرارة , وعقبة بن عامر ,وجابر ابن عبدالله.

ودعاهم الى الاسلام والى معاونته في تبليغ رسالة ربه فامنوا به  وصدقوه وقالوا ( تعلمن والله ان هذا هو النبي الذي تتوعدكم به اليهود,فلا يسبقنكم اليه)ووعدوه المقابلة  في الموسم المقبل ,وهذه , يقول عبادة ابن الصامت "كنا اثنى عشر رجلا في العقبة الاولى ,فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء  ان لا

نشرك بالله شياْ ولا نسرق ولا نزني  ولا نقتل اولادنا ولا اناتي بهتان نفتريه   بين ايدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف  فمن وفى فله الجنة ومن غش من ذلك شيئا  فأمره الى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له "رواه الشيخان ,وعاد الانصار الى المدينة , ومعهم مصعب ابن عمير يعلمهم الاسلام ويفقههم في الدين ويقرئهم القران

  

بيعة العقبة الثانية

 

قدم وفد الانصار في موسم الحج في السنة الثالثة عشر من البعثة  واجتمع معهم في الشعب عند العقبة  ثلاث وسبعون رجلا وامرأتان وجاءهم الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس,وكان لايزال على دين قومه.

العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم يشرح خطورة البيعة كان العباس هو اول المتكلمين في هذا الاجتماع قال يا معشر الخزرج  انا محمد منا حيث قد علمتم وقد منعناه

من قومنا ممن هو على مثل راينا فيه,فهو في عز من قومه ومنعة ببلده ,وانه قد ابى الا ان ينحاز اليكم واللحاق بكم  فان كنتم ترون انكم وافون له بما دعوتموه اليه,ومنعوه ممن خالفه  فانتم وما تحملتم من ذلك ,وان كنتم ترون انكم مسلموه وخاذلوه  بعد الخروج به اليكم فمن الان فدعوه  فانه في عز ومنعة من قومه وبلده فقالو بل نبايع

 

بنود البيعة :ما على الانصار تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم


1        ~ السمع والطاعة في المنشط والمكره.

2            ~النقة في حالتي العسر واليسر.

3              ~القيام بأمر الله لا تؤاخذهم فيه لومة لائم.

4               ~ان ينصروه اذا قدم اليهم ويمنعوه مما يمنعون  منه ابنائهم وازواجهم وامولهم.  

                                            

  ما للانصار من البيعة:


1~ان يقيم الرسول صلى الله عليه وسلم مع الانصار في المدينة.

2~ان للانصار الجنة من الله تعالى.

بعد ان تمت البيعة طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الانصار ان يختاروا اثنى عشر  زعيما وكونوا نقبا على قومهم يكفلون المسؤولية عنهم في تنفيذ بنود هذه البيعة فتم اختيارهم في الحال  وكانوا تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس,ولما تم اختيار هؤلاء ,اخذ

عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ميثاقا اخر بصفتهم رؤساء مسئولين ,قال لهم انتم على قومكم بما فيهم كفلاء  ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم ,ولما تم ابرام  المعاهدة ,وكان القوم على وشك الانفضاض ,اكتشفها احد الشياطين ,وقام ذلك الشيطان على مرتفع من الارض وصاح بانفذ صوت سمع قط  يا اهل الجباجب~المنازل~هل لكم من مذمم والصباة معه ؟ قد اجتوعوا على حربكم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم هذا اربا  العقبة  اما  والله ياعدو  الله لنفرغن لك  ثم امرهم ان ينفضوا الى رحالهم.

 

هجرة الرسول  من مكة الى المدينة


تمهيد

بعد ان تمت بيعة العقبة الثانية ، ونجح الاسلام في تأسيس وطن له وسط صحراء غارقة في الكفر والجهالةّـوهو اخطر مكسب حصل عليه الاسلام منذ بداية دعوته ـ بعد طول  بحث في الحبشة  ثم الطائف, لذلك اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة

الى هذا الوطن حيث يامنون على دينهم وانفسهم ويشاركون في تأسيس الدولة    .

 

هجرة الصحابة

واستجاب الصحابة لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة وهي هجرة باهظة الثمن ,اذ معناها ان الصحابة رضوان الله عليهم تركوا ممتلكاتهم من الاموال والمواشي والضياع

والمتاع  وترك المكان المالوف المحبوب  الى النفس  الى مكان غريب مجهول  يصيرون فيه فقراء  وفوق كل ذلك قطع مسافة خمس مئة كيلو متر مشيا على الاقدام او على راحلة مثقلة بالمتاعب.

ومع ذلك فقد هاجروا جماعات ووحدانا ,جهرا او خفية ,مع اهليهم وذراريهم ,وما هي الا

مدة شهرين وعدة ايام حتى لم يبقى في مكة الا رسول الله صلى الله عليه وسلم  وابو بكر وعمر رضي الله عنهما ومن حبسه المشركون من الهجرة .

 

قريش تدعو برلمانها للاجتماع: 


اسباب الاجتماع:

شعر المشركون بتفاقم الخطر الذي كان يهدد كيانهم فصاروا يبحثون عن انجح الوسائل 

لدفع هذا الخطر  الذي مبعثه محمد حامل لؤاء دعوة الاسلام,حيث تتجمع  فيه الصفة القيادية,ولدى الصحابة رضوان الله  عليهم الجندية التامة  مع العزة والمنعة عند الاوس والخزرج, وعواطف السلم والصلح في حكماء  اهل المدينة لطول ما عانوه من ويلات الحرب...

لقد علم كفار قريش ان اجتماع هذه الصفات ادنى خطر منها  هو غلق طريق التجارة الى الشام  وتجميد ربع مليون دينار ذهبي  بمثل راس مال  استثمار مكة في الشام  لذا تم التنادي الى اجتماع  يعالج هذه المشكلة بسرعة.

وفي يوم الخميس 26من شهر صفر سنة 14 من النبوةالموافق ل12 من شهر سبتمبر سنة

622م  اي بعد شهرين ونصف تقريبا من بيعة العقبة الكبرى,عقد  برلمان مكة  {دار الندوة}في اوائل  النهار  اخطر اجتماع له في تاريخه,وتوافد الى هذا الاجتماع جميع نواب القبائل القرشية ليتدارسوا خطة حاسمة  تكفل القضاء سريعا على حامل لواء الدعوة الاسلامية,وتقطع تيار نورها عن الوجود.

ولما جاءوا الى  دار  الندوة حسب الميعاد , اعترضهم ابليس في هيئة شيخ جليل ,ووقف على الباب  فدخل معهم فقال ابو جهل, والله ان لي فيه رأيا ما اراكم  وقعتم عليه بعد,قالوا:وما هو يا ابا الحكم : قال : ارى ان نأخذ من كل قبيلة فتى شاب  جلدا نسيبا وسيطا فينا ,ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما,ثم يعمدوا اليه,فيضربوه بها ضربة رجل واحد,فيقتلوه,فنسترح منه, فانهم اذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا ,ووافق برلمان

مكة على هذا الاقتراح الاثم بالاجماع  وقد صموا على تنفيذ هذا القرار.

وهنا تدخلت العناية الالهية ((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ))''30الانفال ,قريش تدبر وتخطط في دار الندوة والله تعالى يدبر  ولله تدبير فوق تدبيرهم.

فنزل جبريل عليه السلام  بأمر من رب العالمين ,يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما دبروا وخططوا ويأمره بالهجرة  وينهاه ان ينام في مضجعه تلك الليلة.

 

الاذن بالهجرة


لم اعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤامرة واخبر ابى بكر رضي الله عنه بذلك  فسأله الصحابة ,فقال:نعم,وامرع ايا ان ينام في فراشه صلى الله عليه وسلم و يؤدي الودائع الى اهلها .

ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته منتظرا حلول الليل  وعند حلول العتمة  حاصر المشركون بيت الرسول صلى الله عليه وسلم  ولكنه خرج امامهم ووضع التراب

على رؤسهم وتلا

((وَجَعَلْنَا مِنۢ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَٰهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ))9  يس , وذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم  الى بيت ابى بكر رضي الله عنه فخرجا من كوة خلفه , واتجه نحو الجنوب مسيرة 8,5 كلم حتى وصلا الى جبل ثور  فصعداه , وهو صعب المرتقى ,واويا الى غارفي قمته.

 

فجيعة قريش

 

وقبل منتصف الليل مر على المحاصرين لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم احد فسألهم ماذا ينتظرون فأجابوا محمدا

فقال:خبتم وخسرتم   لقد خرج ووضع على روؤسكم التراب,ومضى لحاجته فمسحوالتراب ونظروا من صير الباب  فراوا فراش الرسول صلى الله عليه وسلم

مشغولا  فانتظروا الى الصباح  واقتحموا الدار فلما وجدوه عليا كرم الله وجهه قد سقط في ايديهم , وانطلقواالى  بيت ابو بكر  رضي الله عنه فخرجت اليهم اسماء  رضي الله عنهافلما لم تخبرهم صفعها ابو  جهل على وجهها ثم رصدوا مئة ناقة لمن يئتي بالرسول صلى الله عليه وسلم وبو بكر حيين او ميتين

 

 توجه الرسول صلى الله عليه وسلم  اعظم عظماء التاريخ في العالم وصاحبه الى غار ثور

انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابى بكر الى غار ثور  ليقيما فيه فدخل ابو بكر الغار قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فلمس الغار لينظر فيه سبع او حية  يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه

وكان عبد الله ابن ايى بكر  يتسمع لهما الاخبار نهارا ويطلعهم عليها ليلا , ثم يعود الى مكة , اما عامر ابن فهيرة  مولى ابى بكر  فيمر عليهما بعد العشاء  بالغنم فيشربون منها ويذبحون  ويقتفي في عودته اثار عبد الله فيغطي عليها ومع هذا الحرص كله فقد وصل وفد قريش الى الغار ولكن الله سبخانه اعماهم عن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم

وابى بكر رضي الله عنه.

 

الهجرة نحو المدينة

وبعد ثلاث ليالي جاء عبد الله بن اريقط الهادي الخبير المستأجر بالراحلتين فأوغل نحو الجنوب ثم غرب نحو الساحل ثم انطلق الى المدينة

 فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم   

بقباء  ومكث فيها اربع ايام وبنى بها اول مسجد ثم ارتحل الى المدينة وهناك كان اللقاء والترحيب.


اسس المجتمع الجديد للحبيب محمد

تمهيد

انتهت  بالهجرة الى يثرب مرحلة العهد المكي,وهذه الهجرة لم تكن تعني الفرار بالنفس من الاضطهاد بل كانت مساهمة في بناء مجتمع جديد  والدولة الاسلامية الجديدة  في مدينة رسول الله الحبيب محمد  .

هذا وينقسم العهد المدني الى ثلاث مراحل:

مرحلة الفتن والقلاقل وتاسيس الدولة:من الهجرة الى صلح الحديبية  (السنة6هجري)

مرحلة الهدنة: من الصلح الى فتح مكة (السنة 8هجري)

مرحلة ظهور الاسلام ودخول الناس فيه من الفتح  الى وفاة الرسول

 

مرحلة تأسيس المجتمع الجديد

 

بدا الرسول الحبيب محمد منذ دخوله  المدينة يسعى الى انجاز المهام الملقاة على عاتقه في مطلع المرحلة الجديدة من الدعوة التي تهدف الى انشاء الدولة الاسلامية على اسس راسخة وتهيئة كافة الشروط والمتطلبات لتحقيق هذا الهدف

 

بناء المسجد النبوي

واول خطوة خطاها الرسول الحبيب محمد بعد ذلك هي بنا المسجد النبوي واختار له المكان الذي بركت فيه ناقته واشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه واسهم في بنائه بنفسه فكان ينقل اللبن والحجارة  ويقول:

 اللهم لا عيش الاعيش الاخرة       فاغفر للانصار والمهاجرة 

وكانت القبلة الى بيت المقدس وبنى بجانبه بيوتا بالحجر واللبن  وسقفها     بالجريد والجذوع وهي حجرات ازواجه وبعد تكامل الحجرات انتقل اليها من بيت ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه.

وقد شكل المسجد الخلية الاولى للبناء الاجتماعي الاسري والجماعة بوصفه اداة صهر المؤمنين بالإسلام في وحدة فكرية واحدة من خلال حلقات العلم  والقضاء والعبادة والبيع والشراء وإقامة المناسبات المختلفة , فلم يكن المسجد معبد او مقرا للصلاة وحدها بل كان شانه شان الاسلام نفسه متكامل في شتئ جوانب الدين والسياسة والاجتماع

 

المؤاخاة بين المسلمين

انا النبي الحبيب محمد بجانب قيامه ببناء المسجد مركز التجمع والتالف قام بعمل اخر من اروع ما ياثره التاريخ  ,  وهو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في دار انس ابن

مالك وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الانصار وقد امتزجت

عواطف الايثار والمواساة والمؤانسة  وعمل الخير ابتغاء مرضاة الله ورسول الله في هذه الاخوة ,وملأت المجتمع الجديد بأروع الامثال .

روى البخاري انهم لما قدموا المدينة اخى رسول الله صلى الله عليه وسلم  بين عبد الرحمان وسعد ابن الربيع فقال لعبد الرحمان اني اكثر الانصار مالا ,فاقسم مالي نصفين ولي امرأتان فانظر اعجبهما اليك فسمها لي اطلقها ,فان انقضت عدتها تزوجها,فقال بارك

الله لك في اهلك ومالك .وهذا يدلنا على ما كان عليه الانصار من الحفاوة البالغة بإخوانهم المهاجرين  ,ومن التضحية والإيثار والود والصفاء وما كان عليه المهاجرين من تقدير هذا الكرم حق قدره فلم يستغلوه ولم ينالوا منهالا بقدر الحاجة الضرورية وانطلقوا للعمل.

 

ميثاق التحالف الاسلامي

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقد وثيقة نظام بموجبها العلاقات بين المجتمع المسلم الجديد نفسه وبين الكتل البشرية  التي تعايشت في المدينة وخاصة اليهود,لتكون دستور الدولة الجديدة فوافق الجميع عليها ومن اهم بنودها

 

سياسة الرسول مع الكفار و اليهود

التعامل مع الكفار ومشروعية القتال

 

لما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته رضوان الله عليهم في المدينة,بدأت مرحلة جديدة وحاسمة زادت فيها الاخطار على الدعوة الاسلامية من طرف قريش التي

اغتصبت الاموال واستولت على الدور بعد طرد المسلمين منها  وخططت لاغتيال الرسول

صلى الله عليه وسلم ولما افلت منها رصدت الجوائز السخية لإدراكه حيا او ميتا,ولما نجا الرسول صلى الله عليه وسلم  وأصحابه ارسلت اليهم في المدينة تتوعدهم بأنها ستأتيهم لتستأصلهم في عقر دارهم ,بل ان ابى جهل منع  سعد ابن معاذ الانصاري من الطواف بالبيت ....,وكل هذا يعني استمرار قريش في اعلان الحرب على المسلمين وإصرارها على ابادتهم اينما وجدوا,وهذا تطاول وعدوان ضد الاسلام والمسلمين  فاق كل الحدود.

وفي هذه الاثناء شرع الله سبحانه للمسلمين القتال ,خصوصا وقد تخلصوا من ضعفهم وقلة عددهم وتسلحوا بقوة العقيدة والوحدة وقوة الساعد ولا خوف عليهم من  الجهاد بالسلاح

في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق

 

قال تعالى

أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ (39) ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ

وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ

عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ (41)

من سورة الحج)

شرح الاية

: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.

السورة ورقم الآية: الحج (39).

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ ﴾؛ يعني: المؤمنين، وهذه

أوَّلُ آية نزلت في الجهاد، والمعنى: أُذن لهم أن يُقاتلوا ﴿ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ﴾ بظلم الكافرين إياهم ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ وعد من الله تعالى بالنصر.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ أُذِنَ ﴾، قرأ أهل المدينة والبصرة وعاصم: «أذن» بضم

الألف والباقون بفتحها؛ أي: أذن الله، «للذين يُقاتَلُون»، قرأ أهل المدينة وابن عامر

وحفص: «يقاتلون» بفتح التاء يعني المؤمنين الذين يقاتلهم المشركون، وقرأ الآخرون بكسر التاء؛ يعني: الذين أذن لهم بالجهاد «يقاتلون» المشركين  .

 

سبب النزول

  

قال المفسرون: كان مشركو أهل مكة يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزالون محزونين من بين مضروب ومشجوج، ويشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول لهم: ((اصبروا فإني لم أومر بالقتال)) حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه

وسلم، فأنزل الله عز وجل هذه الآية، وهي أول آية أذِنَ الله فيها بالقتال، فنزلت هذه الآية بالمدينة.

وقال مجاهد: نزلت هذه الآية في قوم بأعيانهم خرجوا مهاجرين من مكة إلى المدينة، فكانوا يمنعون من الهجرة إلى رسول الله، فأذِن اللهُ لهم في قتال الكفار الذين يمنعونهم من الهجرة،

﴿ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ﴾؛ يعني: بسبب ما ظُلِموا واعتدوا عليهم بالإيذاء، ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ

لَقَدِيرٌ.

وواضح ان مشروعية القتال هي بسبب هضم حقوق الانسان المسلم وهي مسكنه وماله  وحريته في العقيدة ,وهو يريد كفالة تلك الحقوق للمسلمين  واليهود والنصارى جميعا...

 

سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع اليهود

 

وجد الرسول صلى الله عليه وسلم   اليهود في المدينة ممثلين في احياء ثلاثة وهم بنو قينقاع  بنو النضير بنو قريضة وقد كانوا على خصام دائم مع العرب فيها, وهم سبب

الحروب بين الاوس والخزرج ,ولو شاء الرسول  صلى الله عليه وسلم لحربهم استنادا لجرائمهم السابقة ولكنه سالمهم ودعاهم لتوقيع وثيقة تعتبرهم مواطنين يتمتعون بالجنسية

في الدولة الاسلامية الجديدة له مدينهم وأموالهم اسواقهم لا يظلمون ولا يظلمون فوقعوا عليها ونصرف الرسول صلى الله عليه وسلم الى العدو اللدود قريش ,لكن اليهود بدءوا بنقض العهود بسبب الحقد الاعمى على الاسلام ,الذي سلبهم سيطرتهم على اهل المدينة واستحواذهم على اموالهم وبيع سلاحهم فيها, ومن مظاهر نقض العهد تفكير الاوس والخزرج بحروبهم القديمة ليتقاتلوا وسخريتهم من المسلمين والامتناع من الوفاء بدينهم  .

 

غزوة بني قينقاع

 

لما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم منتصرا من غزوة  بدر جن جنونهم ولم يستطيعوا اخفاء حقدهم ,فجمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظهم وحذرهم من نقض العهد

فتحدوه قائلين:(لا يغرنك انك لقيت رجالا لا طاقة لهم بالحرب ,فأننا والله اصلب منهم عودا

وأننا نحن الرجال ...) .

و رغم خطورة هذا الكلام إلا ان الرسول صلى الله عليه وسلم تجاوز عنه,واستمر اليهود في غيهم وتعرضهم لنساء المسلمين  حتى وقعت الفتنة التي قسمت ظهر البعير حادثة المسلمة التي تبيع في سوق بنو قينقاع التي ارادوها اليهود على كشف نقابها فأبت , فعمد

اجدهم الى طرف ثوبها فربطه بظهرها فلما قامت كشفت عورتها فتضحكوا ,فوثب المسلم على يهودي فقتله,فوثب اليهود عليه فقتلوه فلما بلغ الخبر الى الرسول  صلى الله عليه وسلم استخلف على المدينة ابا لبابة ابن عبد المنذر  ,وأعطى لواء المسلمين حمزة ابن عبد المطلب ,وسار بجنود الله الى بنو قينقاع ,ولما رأوه تحصنوا في حصونهم  فحاصرهم حصارا شديد ,وكان ذلك يوم السبت  النصف من شوال سنة 2 هجرية ودان الحصار  خمسة عشر ليلة الى هلال ذي القعدة  وقذف الله في قلوبهم الرعب ,فنزلوا على حكم رسول

صلى الله عليه وسلم الله في رقابهم .

ونسائهم وذريتهم فأمر بهم فكتفوا,وحينئذ قام عبد الله بن ابي ابن سلون بدور نفاقه فالح على رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصدر عنهم العفو,فقال يا محمد احسن في موالي وكان يقصد بنو قينقاع وهم حلفاء الخزرج فابطا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم  فكرر بن ابي

ابن سلون مقالته فاعرض عنه فادخل يده في جيب درعه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :ارسلني ,وغضب حتى راو لوجهه ظللا,ثم قال : ويحك  ارسلني ,ولكن المنافق مضى على اصراره وقال:لا والله لا ارسلك حتى تحسن في موالي اربع مئة حاسر وثلاث مئة دارع قد منعوني من الاحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة  ؟ اني والله امرؤ اخشى الدوائر ,فعامل  الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المنافق الذي لم يمضي على اسلامه سوى شهر  معاملة بالحسنى فوهبهم له وأمرهم ان يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها  وقبض  رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم اموالهم وخمس غنائمهم  وكان الذي تولى جمع الغنائم محمد

بن مسلمة

 

سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم مع المنافقين


قبل الرسول صلى الله عليه وسلم شفاعة عبد الله ابن ابي سلون في بهود بني قينقاع رغم علمه بنفاقه ,وهو ظاهر في قلة احترامه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلحاحه على العفو عنهم بحجة انهم حلفائه , ولم ينهاهم من قبل على نقضهم العهد ,وإنما فعل الرسول

صلى الله عليه وسلم معه ذلك لماء اظهر من الاسلام .

قبل الرسول صلى الله عليه وسلم اعذار المنافقين المتخلفين عن غزوة تبوك رغم عدم وجاهتها معاملة لهم بنا اظهروا من الاعذار وفوض سرهم الى الله تعالى .

بنى المنافقين في قباء مسجد بالقرب من المسجد  الذي بناه الرسول صلى الله عليه وسلم

,وطلبوا منه ان يصلي فيه فاعتذر منهم لانشغاله بالتحضير لغزوة تبوك,  فان عاد صلى

فيه انشاء الله ولما عاد اخبروه اهل قباء بال اصحاب المسجد الثاني احدثوا فتنة وصدوا الناس عن الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلوا في مسجدهم  وأنهم التزموا الصلاة فيه يجعلوه لليلة الشاتية والمطيرة كما زعموا  فأمرا الرسول صلى الله عليه وسلم  بحرقه  ولم يأبه   الرسول صلى الله عليه وسلم  بإيمانهم فأنهم لا يريدون الحسنى .

 

العبر  والعظات


على المسلمين ان يعاملوا من نطق بالشهادتين  وعمل بمقتضاهما ,ان يعاملوه معاملة المسلم في الحقوق والواجبات  ,وان اشتموا منه راحة النفاق او الكفر او سوء النية  ,اقتداء

الرسول صلى الله عليه وسلم في معملة المنافقين حتى يسلموا من الوقوع في مسلك التكفير

على المسلمين ان يأخذوا حذرهم من المنافقين والمشكوك في نواياهم اذ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ولى منافق على مسؤولية كإمارة مدينة او جيش او استأمنه على سر  قال عمر رضي الله عنه (لست بالخب ولا الخب يخدعني) .ا

اذا دلت اعمال الانسان على نواياه, وظهر ضررها المادي المحسوس وجب التصدي لها; للفساد بحزم كما فعل  الرسول صلى الله عليه وسلم

مع بنو قينقاع .

 

~ وحدة الامة الاسلامية دون تفرقة بين افرادها .

~ تساوي افراد الامة في الحقوق والواجبات .

~ تكاتف الامة دون الظلم والإثم والعدوان .

~ مكافحة الخارجين عن الدولة ونظامها العام.

~ كفالة حرية الاعتقاد وحرمة الانفس والأموال .

قبول الجاليات غير المسلمة والترحيب بها اذا كانت مسالمة .

~ على الجاليات ان تساهم في نفقات الدولة في حالة السلم والحرب .

~كفالة حرية التنقل داخل الدولة وخارجها .

~ محمد رسول الله الحبيب محمد هو رئيس هذه الدولة .

~هذه الدولة دولة اسلامية  منطلقا ووسيلة وغاية.

 

غزوات الرسول صلى الله عليه وسلْم

الحبيب محمد اعظم عظماء التاريخ 


غزوة  بدر

غزوة بدر الكبرى 17   السابع عشر  من شهر رمضان 2هجرية ( يوم الفرقان)

خروج النبي صلى الله عليه وسلم و المسلمين  إلى القافلة :

وقعت معركة بدر الكبرى عندما عادت قافلة قريش التي خرج اليها  رسول  الله صلى  صلى الله عليه وسلم  في غزوة ذي العشيرة  في جمادى الثانية  يقودها أبو سفيان ويحرسها ما يقارب ألأربعون  رجلا  والتي تقدر بألف  جمل  وتلك ثروة طائلة وضربة قاسمة   لمستقبل  لقريش التجاري  ، حث نبي الله صلى الله عليه وسلم  المسلمون على الخروج

املاقاتها وإعتراض  سبيل قافلة المشركين ولم يعزم على المسلمين  ولم يجبرهم  على  ذلك فأسرع بعضهم  مع النبي   صلى الله عليه وسلم  وثقل البعض الأخر لأنهم لم يظنوا ان النبي  عليه الصلاة والسلام سيلقى  المعركة  (معركة بدر الكبرى ) فكانت حربا كتبها   تاريخ  المسلمين بأ حرف من ذهب   في سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  كان عدد المسلمين فيها      314   رجلا   86 رجلا  من المهاجرين و   231    رجلا من الأنصار    170   من الخزرج    61  من الأوس كان جيش المسلمين جيش فقير يثير الإشفاق ولذلك كانوا  يريدون ان يلتقوا بالقافلة الغنية لا الجيش المدجج بالسلاح ولكن ذلك ما اراده الله سبحانه وتعالى  للمسلمين  لحكمة يعلمها  كما جاء في قوله عز وجل   وإذ يعدكم الله  إحدى   الطائفتين إنها لكم  )     صدق الله العظيم

أبو سفيان يرسل النذير إلى مكة يحذرهم بأن أموالكم  قد عرض له محمد وأصحابه

قد علم أبى سفيان قائدهم  من خلال تجسسه بأن المسلمين قد خرجوا ألى لقائه  للإستيلا ء  على القافلة ، فأسل ضمضم بن عمر  الغفاري إلى قريش يخبرها الخبر  كما ذكرأهل السيرة النبوبة فلم يتأخر في وصوله اليهم ولما وصل صرخ فيهم   فقال "يا معشر قريش  اللطيمة اللطيمة -القافلة تحمل البضائع -أموالكم مع أابى سفيان قد عرض لها محمد في

أصحابه  ،لا ارى ان تدركوها الغوث  الغوث".

تجهز قريش لمنع القافلة   :

قامت قريش سراعا  لمنع القافلة التي بقيادة  أبى سفيان وإلى مواجهة   جيش المسلمين   من المهاجرون  وأنصار  وخزرج وأوس بقيادة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام القائد العظيم  والنبي الكريم    أحمد  المبارك من عند الله   المبعوث بالحق وخاتم الانبياء

والمرسلين .

فقاموا  إلى القتال   متوعدين المسلمين" ايضنن محمد وأصحابهأان تكون  كعير إبن الحضرمي "   ولم يتخلف أحد من مشركي  مكة ومن زعماء الشرك   عن  حرب

المسلمين والإسلام  لما يريدهم الله بهم من تطهير الارض منهم وتحرير ضعفاء مكة   من طغيانهم   وإنتصار  الحق على الباطل

نجاة العير  وإصرار  جيش الشرك على المضي إلى بدر  :

نجأ أبو سفيان بالعير  وأرسل إلى قادة جيش مكة  يخبرهم  بذالك ويأمرهم بالرجوع  فكان

هذا مما أدى  إلى حدوث الإنشقاق العام وفرق بين من يريد الرجوع إلى مكة وبين من  يريد  أن يرد بدر   من جيش المشركين   فإنعدمت الحماسة  في الرغبة في القتال ممن  مضى إلى موقعت  بدر  وأما ابى جهل  رفض أن يرجع  وأصر أن يمضي حتى يرد بدر  فقال: والله لا نرجع حتى نرد بدر    فنقيم عليها ثلاثا  فننحر الجزور -الجمال-  ونطعم الطعام ونسقى   الخمر ونعزف علينا القيان  وتسمع بنا العرب  وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالونا يهبوننا أبدا بعدها .

فركب رأسه وكان أول ما يريده أن  تسمع قبائل العرب بجمعه وقوته فتهابه فكانت هذه الغزوة نهايته  وبدر قبره  وسمع به العرب ووصل خبر ه وخبر جيش المشركين  إلى العرب  فذهبت هيبة قريش  فكانت هذه الملحمة نهاية سمعتها

 

الرسول يشاور المسلمون هل يدخلون  المعركة  

 

نجت القافلة و سمع الرسول صلى الله عليه وسلم   بخروج  قريش لهم  ولم يكن  صلى الله عليه وسلم ليباشر الحرب دون مشاورة الصحابة  الكرام  في الدخول في مواجهة عسكرية بين المسلمين والمشركين    فإستشار أصحابه فتكلم أبى بكر الصديق  فأحسن القول  وتكلم

عمر بن الخطاب وكذلك المقداد بن عمرو  الذي قال "يا رسول الله أمضي  لما أراد الله فنحن معك  والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل  لموسى إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون   ولكن إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون "  فقال له رسول الله خير ودعى له وإستمر  يقول  أاشيروا عليا أيها الناس   كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد الأنصار  حيث كان يخشى أن  يكونوا فهموا البيعة التي بينه وبينهم   على حمايته انها حم إن هو في المدينة المنورة   وأنه ليس عليه أن يسير بهم إلى عدو خارج المدينة  ،جاء في شرط البيعة ( إن براء من ذمامك  حتى تصل إلى ديارنا  فإذا وصلت إلينا  فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه  أبنائنا ونسائنا   ) فقام سعد  بن معاذ فأبدى موفق الأنصار في أبهى صورة

 

غزوة أحد

 

كانت مكة تحترق غيظ على المسلمين , مما أصابها في معركة بدر الكبرى من هزيمة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعه ،وخروجها صفر اليدين, ولما إستدارة السنة كانت قريش قد إستكملت عدتها لغزو النبي محمد, واجتمع اليها  عدد كبيرمن المشركين

ثلاثة ألاف 3000 مقاتل من قريش والحلفاء  لتحارب بهم  النبي محمد والدين الإسلامي ومن تبع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجوا بالدفوف والخمور ومعهم هند إمراة أبي سفيان وخمسة عشر إمرأة لتشجعنهم   في غزوه, وساروا حتى وصلوا الى ذي الحليفة , موقع بالقرب من المدينة  وقد كان العباس إبن عبد المطلب  بعث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بكتاب يخبره فيه بخروج القوم ,فجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه

وأخبرهم الخبر وإستشارهم في البقاء بالمدينة حتى إذا قدم قوم  المشركين من مكة قاتلوهم  فكان رأي  الأكثرين الخروج للقاء العدو .

و تذكر كتب السيرة النبوية  والمؤرخين  ، و هكذا تمت تعبئة الجيش النبوي صباح يوم السبت السابع من شهر شوال السنة ثلاثة  هجرية ثم عقد الألوية وستعرض جيش المسلمين  وسار بألف رجل (  1000 رجل)  حتى منتصف الطريق بين المدينة وجبل أحد

وهو جبل في شمال المدينة  , وإختار المقاتلين الأكفاء فرجع عبد الله بن أبي بن سلون رئيس المنافقين في ثلاث مئة من أصحابه  وقد نزل المشركون ببطن الوادي بالقرب من أحد , فاستحضر الرسول صلى الله عليه وسلم الرماة وكان عدد الرماة خمسين رجلا فجعلهم خلف الجيش على ظهر الجبل 

وأمر رسول صلى الله عليه وسلم الرماة بأن لا يبرحوا مكانهم مهما يروا من النصرأو الهزيمة  ثم عدل صفوف  المسلمين  وخطب في الجيش والنصائح والمواعظ,و إختار المقاتلين الأكفاء ,مثل أبو دجانة وحمزة بن عبد المطلب ...

ثم إندلعت نيران المعركة وإشتد القتال بين المسلمين والمشركين في كل نقطة من نقطة الميدان و دار ثقل المعركة  حول لواء المشركين  حتى إنهارت قواهم وظهرت الغلبة  للمسلمين وفر المشركين تاركين ورائهم الغنائم المغرية فترك الرماة أماكنهم لجمع الغنيمة عاصين بذلك أمر  رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى خالد بن الوليد ذلك الفراغ من وراء الجبل و وقعت الواقعة التي لم تكن في حسبان الرماة وذلك ما حذر منه نبي الله الرماة

أن يلزموا أماكنهم حالة  النصر أو الهزيمة لحماية ظهر جيش المسلمين ،ولذلك
 إلتف خالد بن الوليد بمن حوله على المسلمين ورجع الفارين من المشركين  ووقع المسلمين بين كفي كماشة  جراء مخالفة الرماة لأمر قائدهم  رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكاد العدو ان يصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حفظ الله تعالى له  ثم استماتة الصحابة من حوله في الذود عنه مثل أبي دجانة رضي الله عنه وأم عمارة  رضي الله عنها وسعد بن أبي رضي الله عنه وقاص وطلحة بن عبيد الله  رضي الله عنه  ومع كل تلك الاستماتة في الدفاع عن نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقد شج رأسه وكسرت رباعيته.....

ولما يئس المشركين من الوصول الى رسول الله صلى الله عليه وسلم  أنسحبوا راضين بما

حققوه  .أما المسلمين عند الله أجرهم وحسن الثواب  ولشهداء الجنة وللمجاهدين في سبيل الله إ نتصارات في الغزوات القادمة بإذن الله العليم الحليم  وللأمة الإسلامية  أمة الجهاد في سبيل الله.

 

تقديم مخلص النتائج مختصرة

 

إستشهد من المسلمين سبعين ومات من المشركين ثلاثة وعشرين .

قتل قناص هند زوجة ابي سفيان حمزة بن عبد المطلب  , ومثلت به هند  فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا وقرر  أن يمثل بثلاثين منهم ولكنه نهى عن التمثيل بالقتلى بعد ذلك .

ممن ثبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم أم عمارة وزوجها وأبنائها

وفي حديث

 

فقد قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما  إلتفت يمينا أو شمالا إلا  وجدتها تقاتل دوني ,وقالت أدعوا لنا أن نرافقك في الجنة فدعى لهما بذلك فقالت  ما أبالي  ما أصابني من أمر الدنيا .


العبر والعظات

عصيان أمر القائد الحازم البصير يؤدي  إلى خسارة المعركة

الغفلة  عن الهدف ولو ثواني لها  بالغ الأثر في الأعمال  فقد تحول النصر الى هزيمة لذا بجب الإخلاص لله تعالى في النية .

في ثبات أم عمارة  رضي الله عنها   دليل على اإسهام المرأة منذ فجر الدعوة في تحمل

أعبائها   وأنه لا يمكن  الإستغناء عن دورها في أي عصر من العصور .

في ما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبرة لكل الدعاة الى سبيل الله في تحمل المشاقة لأعلا كلمة الحق وتبليغ الدعوة الى الله مهم مر الدعية الى الله بمصاعب في الدعوة

التي خاضها  .

 

غزوة بني النضير

 

موضوع غزوة بني النضير باختصار

 

سبب الغزوة


قتل أحد المسلمين رجلين من بني كلاب  -أحلاف المسلمين-خطأ  فهتم الرسول  صلى الله عليه وسلم بجمع المال لدفع ديتهما فتحدث الرسول  صلى الله عليه وسلم فيهم مع بنو النضير  فأبدوا الموافقة,وذ هو جالس الى جدار بيت من بيوتهم

فكروا في إغتياله  إستغلال ألفرصة لطمئنانه  فأمروا أشقاهم فصعد المنزل وحمل الرحى ليحذفها على النبي صلى الله عليه  وسلم فالهم الله سبحانه نبيه بذلك فنهض مسرع ورجع إلى المدينة , وأرسل اليهم محمد إبن مسلمة  يأمرهم بالجلاء عن المدينة  في ظرف عشرة

أيام ومن وجد بعدها قطعت عنقه.


وهم اليهود بالخروج ولكن إمتنع بنو النضير من الخروج لما وصلهم من عبد الله بن أبي بن سلون وعد بالنصرة والتأييد فأرسلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يقولون له لن نخرج فأصنع ما بدا لك فلما بلغ الى النبي صلى الله عليه وسلم جواب زعيمهم حيي بن أخطب

كبر صلى الله عليه وسلم وكبر أصحابه معه ثم نهض لمناجزة القوم فإستعمل على المدينة إبن أم مكتوم وسار اليهم  وعلي إبن أبي طالب يحمل اللواء  فلما وصل اليهم فرض عليهم الحصار والتجأ بنو النضير الى حصونهم فاقاموا عليها يرمون بالنبل والحجارة وكانت نخيلهم وبساتينهم عونا لهم في ذلك فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطعها وحرقها  وحاصرهم أياما حتى يئسوا من المدد من المنافقين من أبناء عمومتهم من اليهود  ووقع في قلوبهم الرعب فإستسلموا  فحكم عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجلاء

وكانت غزوة بني النضير في شهر ربيع الأول السنة 4 هجري وأنزل الله في غزوة بني النضير سورة الحشر بأكملها

 

أسباب نزول سورة الحشر

 

ورد أنّ سبب نزول سورة الحشر أنّه متعلّقٌ ببني النضير، حيث إنّ الرسول-عليه الصلاة والسلام- لمّا ذهب إلى المدينة المنورة تعاهد معه بنو النضير على ألّا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، فقبل الرسول -عليه السلام- بذلك، وعندما انتصر المسلمين في غزوة بدر على المشركين أيّدوه بني النضير وصدّقوه برسالته، إلّا أنّ هزيمة المسملين في غزوة أحد كانت

سبباً في نقض بني النضير لعهدهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وعادوه، فما كان من النبي -عليه السلام- إلّا محاصرتهم ومصالحتهم على الجلاء من المدينة المنورة.[١


ورد أنّ سبب نزول سورة الحشر أنّه متعلّقٌ ببني النضير، حيث إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لمّا ذهب إلى المدينة المنورة تعاهد معه بنو النضير على ألّا يقاتلوه ولا يقاتلوا

معه، فقبل الرسول -عليه السلام- بذلك، وعندما انتصر المسلمين في غزوة بدر على المشركين أيّدوه بني النضير وصدّقوه برسالته، إلّا أنّ هزيمة المسملين في غزوة أحد كانت سبباً في نقض بني النضير لعهدهم مع النبي  عليه الصلاة والسلام، وعادوه، فما كان من النبي -عليه السلام- إلّا محاصرتهم ومصالحتهم على الجلاء من المدينة المنورة


ورد أنّ سبب نزول سورة الحشر أنّه متعلّقٌ ببني النضير، حيث إنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- لمّا ذهب إلى المدينة المنورة تعاهد معه بنو النضير على ألّا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، فقبل الرسول -عليه السلام- بذلك، وعندما انتصر المسلمين في غزوة بدر على المشركين أيّدوه بني النضير وصدّقوه برسالته، إلّا أنّ هزيمة المسملين في غزوة أحد كانت

سبباً في نقض بني النضير لعهدهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وعادوه، فما كان من النبي -عليه السلام- إلّا محاصرتهم ومصالحتهم على الجلاء من المدينة المنورة


أنّ سبب نزول سورة الحشر متعلّقٌ ببني النضير، حيث إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لمّا ذهب إلى المدينة المنورة تعاهد معه بنو النضير على ألّا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، فقبل الرسول -عليه السلام- بذلك، وعندما إنتصر المسلمين في غزوة بدر على المشركين أيّدوه

بني النضير وصدّقوه برسالته، إلّا أنّ هزيمة المسملين في غزوة أحد كانت سبباً في نقضهم  لعهدهم مع نبي الله ورسوله   محمد صلى الله عليه وسلم، وعادوه، فما كان من

النبي -عليه  الصلاة السلام- إلّا محاصرتهم ومصالحتهم على الجلاء من المدينة المنورة.

 

 

غزوة  ذات الرقاع

 

أهل السيرة والحديث عامة  يذكرون أن غزوة ذات الرقاع  وقعت في السنة الرابعة للهجرة ولكن حضور أبي موسى ألاشعري وأبي هريرة رضي الله عنهما في هذه الغزوة يدل على

وقوعها بعد خيبر والأغلب يدل على وقوعها بعد خيبر في السنه السابعة للهجرة حيث كان

المسلمون قد فرغوا من اليهود بالإجلاء ,  ومن جهة قريش بالمعاهدة (صلح الحديبية 6 هجرية) وفرغوا لجبهة الأعراب المتناثرين في صحراء نجد الذين كانوا يهددون المدينة بالإغارة عليهم وإغتيال دعاة المسلمين

وبماء أن هؤلاء  الأعراب لم يكونوا محصورين في مكان وأحد فقد قرر الرسول محمد

صلى الله عليه وسلم إرسال سرايا تجوب الصحراء تكون أشبه بكتائب الشرطة المسلحة ,منها الى الجيوش المقاتلة ... وذلك بهدف

~ تزيد ألامن ومنع الغارات على المدينة .

~ تمكين الدعاة من السير في الأفاق و إطلاق عنان الدعوة الى الله دون خوف .

~ حماية حرية العقيدة من رؤساء القبائل المستبدين بالرأي .

وهكذا تمت غزوة ذات الرقاع  وخلاصتها إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم سمع بإجتماع بنى أنمار وبني ثعلبة وبني محارب من غطفان  فأسرع بالخروج اليهم في أربعمئة وسبعين  من أصحابه

وإستعمل على المدينة أبى ذر وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وسار فتوغل في بلادهم

حتى وصل الى موضع يقال له - نخل –على بعد يومين من المدينة ,ولقي جمعا من غطفان

فأخاف بعضهم بعض ولم يكن بينهم قتال الا ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم صلى بهم يومئذ صلاة الخوف وكان له اربع ركعات وللقوم ركعتين ولم يمن بينهما قتال ولقد سميت ذات الرقاع لإضطرار المجاهدين ألى لف الخرق والرقاع على أرجلهم لما اصابهم من

الحر ,ولقد كان لهذه الغزوة أثر في قذف الرعب في قلوب ألاعراب ألقساة .

 
 

غزوة تبوك

كانت دولة الروم النصرانية تبسط نفوذها على دولة مصر والشام والعراق في عهد نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم فلما رأت انتصارات الرسول صلى الله عليه وسلم خافت أن

ينافسها على الجزيرة العربية.أو أن يخلص العرب من العمالة له  ثم أن النصرانية تضيق بالخلاف في الفرعيات بين مذهبها وأتباعها  وتريق من أجلها الدماء ,فكيف يتسع صدرها

لعقيدة التوحيد التي تجعل عيسى وأمه  عبدين من عباد الله معلقين برحمة الله تعالى فقررت الروم شن حرب على المسلمين ودينهم الجديد لإيقاف زحفهم وعلم رسول الله صلى الله

عليه وسلم بأجتماعهم وعلم أنه أن لم يذهب اليهم جاؤوه وهددوه في عقر داره ,فقرر أول الرحيل اليهم وإستنفر الصحابة لذلك وأعلمهم بالوجهة  على غير عادته وذلك لما احتاج اليه الأمر من حسن الأعداد والأستعداد النفسي لخوض مسافة الف كيلومتر أو ازيد ومواجهة عدو قوي العدة والعتاد

استبشر المنافقون خير بهذه الغزوة لأنهم ضنوا بأنها النهاية لكل الإنتصارات السابقة لرسول الله وصحابته الكرام ولدين الإسلام لذلك   لذلك بدأت قلوبهم الخائنة المنافقة في تأليف الحجج والأعتذارات عن  الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى

الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التي يمر بها صعبة  وأن ألايام أيام غيض وقحط  فبعث الرجال يحثون القبائل على إلاشتراك في الجيش , وحث الأغنياء على أن يجودوا بأموالهم في سبيل الله ولإعلاء كلمة الحق فتبرع عثمان بن عفان بعشرة ألاف دينار وتسعمئة بعير ومئة فرس كما تبرع أبو بكر الصديق بكل ماله وعمر إبن الخطاب بنصف ماله  وتبرع عبد الرحمان إبن عوف بأربعين الف دينار وتبرعت النساء بحليهن  وزينتهن من الذهب

وتحرك جيش المسلمين الى تبوك في شهر رجب من العام التاسع للهجرة بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عددهم ثلاثين ألف تقريبا وأعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكر الصديق وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الداع  وكان

الحر شديدا للغاية وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد حتى إضطروا لذبح ابلهم وأخراج ما ببطونها فيعصرونه ويشربونه لذا سميت الغزوة بغزوة العسرة   .

وقضى المسلمون في تبوك حوالي عشرين  يوم  ولكن لم يجدوا أحد من الروم الذين فروا عائدين من حيث اتوا حين علموا بمجي جيش لا يخشى الموت بل يؤثر الموة على الحياة

في سبيل الله هوالجيش المسلم بقيادة رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وإستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في مجاوزة تبوك الى ما هو أبعد منها من بلاد الشام فاشر عليه الفاروق بالعودة الى المدينة فاستحسن الرسول صلى الله عليه وسلم رأيه وعادوا إلى المدينة حامدين شاكرين ،وبدأت ظهور ملامح الحصرة في قلوب المنافقين لإنتصار المسلمين على عدوهم بالرعب وهذا نصر من الله سبحانه وتعالى.

 

غزوة حنين

 

بعد أن فتح المسلمون مكة إنزعجت القبائل المجاورة لقريش من إنتصار المسلمين و فزعت ثقيف وهوازن وخافتا من أن تكون الضربة القادمة من نصيبهم,وقالوا لنغزا محمد قبل أن يغزونا , و إستعانت هاتين القبيلتين بالقبائل المجاورة  لهم وقرروا أن يكون مالك إبن عوف سيد بني هوازن قائد الجيوش التى ستحارب المسلمين  وأمر  محاربيه بأن يصطحبوا

النساء والأطفال والأموال ليستميتوا في القتال لدفاع عن نسائهم و أطفالهم  وأموالهم.

فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج لهم بجيش قدره اثنى عشر الف مقاتل .ونظر المسلمون إلى جيشهم الكبير  فإغتروا وقالوا لن نغلب اليوم من قلة فلما وصل جيش المسلمين الى واد حنين كان العدوا كامنا بترصده وقبل أن ينظم المسلمين صفوفهم قام عليهم جيش العدو قومه رجل وأحد فانهزمت مقدمة جيش المسلمين  وكاد أن يتفرق مع

كثرة عدده ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف رابط الجأش يريد إعادة الثقة للمسلمين فأمر صلى الله عليه وسلم عمه  العباس بأن يخطب في الجيش  بالثباة فقال يا معشر الأنصار ويا  معشر المهاجرين ويا أصحاب الشجرة فحركت هذه الكلمات مشاعر الإيمان والشجاعة في نفوس الجيش   فأجابوه لبيك يا رسول الله لبيك ,فاجتمعوا فاقتتلوا والرسول صلى الله عليه وسلم ينادي فيهم ويقول

أنا النبي لا كذب               أنا إبن عبد المطلب   

ولم تمضي ساعات حتى إنهزم الأعداء وقد قتل منهم نحو سبعين وغنم المسلمين ما كان مع العدو من سلاح وابل ثم توجه الرسول صلى الله عليه وسلم الى ثقيف بالطائف فحاصرها مدة ولم يفتحها وبعد رجوعه منها اتاه وفد من هوازن يلتمسون منه رد نسائهم وأبنائهم

الذين سباهم المسلمين فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان لي ولأبناء عبد المطلب فقد ارجعته اليكم فقال له المهاجرين  و الانصار وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فردت الى هوازن نسائهم وأبنائهم  .

وكانت حنين درس فهم فيه المسلمين وغيرهم أن النصر ليس بكثرة العدد والعدة والأعتزاز بذلك ليس من أخلاق المسلمين ومرت الأيام وإذا بوفد من هوازن يأتي الرسول  صلى الله

عليه وسلم يعلن ولاءه للإسلام  وأصبح الذين اقتتلوا بالأمس أخوة في دين الله .

 
 

حجة الوداع 

لاعظم عظماء التاريخ

 

الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

 

متى كانت حجة الوداع لرسول صلى الله عليه وسلم

 

بعد ان اتم النبي صلى الله عليه وسلم ابلاغ الرسالة وفتحت مكة ودخل الناس في دين الله

افواجا ,فرض الله الحج على الناس وذلك في اواخر السنة التاسعة للهجرة فعزم الرسول

صلى الله عليه وسلم على الحج وأعلن ذلك فتسامع الناس ان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد الحج هذا العام فقدم الى المدينة خلق كثير يريد  الحج مع الرسول صلى الله عليه وسلم وبان يأتم به.

 

وتعتبر حجة الوداع مختلفة عن كل ما سبقها فلم يرى فيها المسلمون ما يزعجهم من المشركين والوثنين والأصنام  وطواف العراة حول الكعبة فقد نهى صلى الله عليه وسلم

العام الماضي عن ذلك بعد انتهاء العهود بينهم وبين المسلمين وفي مكة انشرح صدر

الرسول صلى الله عليه وسلم لما بروية نتائج جهاد,وهي الالوف المولفة من الموحدين  قدرهم البعض ب144 الف فقر الرسول صلى الله عليه وسلم  ان يغرس في قلوبهم لباب الدين ويبدد بكلماته اخر ما بقي من اثار الجاهلية في النفوس ويؤكد ما يحرص عليه الاسلام من وأداب وأحكام فخطب خطبة يوم عرفة .

 

خطبة حجة الوداع

 

لرسول صلى الله عليه وسلم

 

نص خطبة حجة الوداع

 

ايها الناس اسمعوا قولي فاني لا ادري لعلي لا القاكم بعد عامي هذا  بهذا الموقف ابدا ,ايه

الناس ان دمائكم وامولكم عليكم حرام الى ان تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا وبلدكم هذا وانكم ستلقون ربكم فيسالكم عن اعمالكم وقد بلغت الا ان كل شيء من امر الجاهلية تحت قدمي موضوع , ودماء الجاهلية موضوع  وان اول دم اضع من دمائها دم

ابن ربيعة ابن الحارث

كان مسترضع في بني سعد فقتله هذيل وربا الجاهلية موضوع وأول ربا اضع ربا العباس بن عبد المطلب فانهموضوع كله واستوصوا بالنساء خير فأنكم اخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عياهن انلا يوطئن  فراشكم احد تكرهونه  فان فعلن ذل

ك فاضربهن ضرب غير مبرح ,ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف,ايها الناس  اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن ان  كل مسلم اخ للمسلم وان المسلمين اخوة  فلا يحل لامرئ من لأخيه إلا ما اعطاه  من طيب نفس منه فلا تظلمن  انفسكم , وقد تركت فيكم ما لن تظلوا بعده  ان اعتصمتم به , كتاب الله وسنة نبيه ,ايها الناس,انه لا نبي بعدي ,ولا امة بعدكم ,الا فاعبدوا ربكم ,وصلوا خمسكم , وصوموا شهركم  , واتوا زكاة اموالكم طيبة بها انفسكم وتحجون بيت ربكم واطيعوا اولات امركم تدخلوا جنة ربكم وانتم تسالون عني ,فما انتم قائلون ,قالوا نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت , فقال اصبعه السباابة يرفعها الى السماء ويوجهها الى الناس اللهم اشهد       اللهم اشهد   اللهم اشهد      ثلاث مرات . 

مرض الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته

 

الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
اعظم عظماء التاريخ  صلى الله عليه وسلم

في اوائل  صفر  من السنة  الحادية  عشر للهجرة  مرض النبي صلى الله عليه وسلم بالحمى واستمر ثلاث عشر  يوما يتنقل في بيوت ازواجه  ولما اشتد عليه مرضه اساذن

منهن ان يتمرض في بيت عائشة رضي الله عنها فاذن له  ,ولمل تعذر عليه الخروج الى الصلاة قال

مروا ابى بكر فليصلي بالنا س ,ولما راى الانصار اشتداد مرضه  صلى الله عليه وسلم اطافوا بالمسجد قلقين وخرج اليهم عليه الصلاة والسلام معصوب الراس يخط برجليه متوكئا على علي والفضل  يتقدمهم عمه العباس رضي الله عنهم جميعا حتى جلس في اسف

ل مرقاة المنبر واحاط به الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال ايها الناس بلغني انكم  تخافون من موت نبيكم  هل خلد نبي قبلي فيمن بعث الله  فأخلد فيكم  الا اني لحق بهم وانكم لاحقون بي فاوصيكم بالمهاجرين الاولين خير واوصي المهاجرين في ما بينهم الى ان قال ,الا واني فرط لكم وانتم لاحقون بي , الا فان موعدكم الحوض , الا فمن احب ام يرده علئ غدا فليكف يده ولسانه الا فيما ينبغي,

وبينما المسلمون في صلاة الفجر  يوم الاثنين ثالث عشر ربيع الاول وابو بكر وضي الله عنه يصلي بهم  اذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستار حجرة  عائشة رضي الله عنها  فنظر اليهم وهم في صفوف الصلاة فتبسم فظن ابى بكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد ان يخرج الى الصلاة فتقهقر الى الصف وكاد المسلمون ان يفتنون في

صلاتهم فرح برسول الله صلى الله عليه وسلم فاشار اليهم بيد ان اتمو صلاتكم ثم دخل

الحجرة وارخى الستر ,ثم حضرته الوفاة وراسه الشريف على فخذ السيدة عائشة رضي الله عنها ,فقال اللهم بل الرفيق الاعلى  ولم تاتي ضحوة ذلك اليوم حتى فارق الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الحياة الدنيا ولحق بربه عز وجل ولم يكن ابو بكر رضي الله عنه موجود في ذلك الوقت بالقرب من منزل عائشة  فلما حضر واخبر الخبر دخل الى بيت عائشة  وكشف عن وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل يقبله ويبكي  ويقول :صلوات الله عليك يارسول الله طبت حيا وميتا ثم خرج الى الناس وقال الا ان من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حيا لا يموة .

 

فعاد الناس الى صوابهم واستيقنت انفسهم ثم مكث صلى الله عليه وسلم في بيته بقيت يوم الاثنين وليلة الثلاثاء و الاربعاء حتى انتهى المسلمون من اقامة خليفة لهم وتفرغوا لغسل الرسول صلى الله عليه وسلم ودفنه فغسله علي بن ابي طالب وعمه العباس وابنيه الفضل وقثم  واسامة بن زيد  وشقران مولى الرسول صلى الله عليه وسلم ثم كفن في ثلاثة اثواب

ليس فيها قميس ولا عمامة ووضع على سرير في بيته فدخل الناس يصلون عليه فورادى

لا يؤمهم احد ثم حفر اللحد في موضع وفاته من حجرة عائشة ورش بالماء ,وانزله فيه علي والعباس وولداه الفضل وقثم وقد رفع قبره الشريف على الارض قدر شبر .

 

وقد بلغ عمره الشريف ثلاثة وستون سنة مكث منها بمكة ثلاث وخمسون سنة وبالمدينة

المنورة عشر سنين وعم وكرم صلى الله عليه وسلم وهكذا غادر صلى الله عليه وسلم الى النعيم المقيم  الرفيق الاعلى بعد ان ادى الامانة وبلغ الرسالة ونصح للامة وكشف عنها الغمة وتركها على المحجة البيضاء , لا يزيغ عنها الا هلك القران الكريم والسنة النبوية

الشريفة وعمل  الخلفاء الراشدين  المهديين  من بعده  فاللهم صلي وسلم على نبينا وحبيبنا

محمد اعظم العظماء الوجود  عدد ما كان وعدد ما سيكون وعدد الحركات والسكون وبارك عليه واجزه عنا خير الجزاء وخير ما جزيت به نبيا عن امته وشفعه فينا واسقنا بيده شربة لا نظما بعدها ابدا  يا رب العالمين .

author-img
السلام عليكم زوار ايقونة المعالي اتمنى ان تتم الفائدة من هذه المدونة للجميع

تعليقات

التنقل السريع