الشيخ الصادق حماني 1916م Sadiq Hamani
الشيخ الصادق حماني من إعلام الجزائر المنسيين
الشيخ الصادق حماني أحد طلائع العلم المتخرجين من الجامع
الاخضربقسنطينة و من الجامعة الزيتونية بتونس ، من أبرز اعلام التربية و التعليم بالجزائر ، عالم من العلماء المصلحين ، نمودج من نمادج النخبة المستنيرة التي تزعمت الحركة الاصلاحية و التعليمية في جزائر القرن العشرين بقيادة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس و رفاقه .
مولده و نشاته
هو الصادق بن رابح بن مسعود بن محمد ، الملقب : " حماني " ، ينتمي إلى عائلة معروفة بالشمال القسنطيني ، بدائرة العنصر ، ولاية جيجل حاليا ، كان الجد الأعلى للعائلة( محمد حماني) ابان الاحتلال و قبله من رجال " ال عزالدين " الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي ، و قد أخرجت رجالا كثيرا ، و لم يسجل على احد منهم انه ارتبط بخدمة المستعمر .
ولد الشيخ " الصادق حماني " في شهر جوان سنة1916م ، بقرية " ازيار "، من دوار تمنجر ، بلدية العنصر حاليا ، و قرية ازيار صغيرة جميلة مكسوة بالغابات ، طالما أخرجت رجالا كبارا ، تولوا مناصب عالية في الدولة
تعليمه:
تعلم مبادىء القراءة و الكتابة و بدا حفظ القرآن الكريم على الشيخ " محمد(حمو) بن العربي بوذن "، ثم ختم القرآن الكريم على الشيخ " يوسف بن المختار حماني "، الذي كان صارما في تعليمه ،
كما درس رفقة الشيخ " احمد حماني " على الشيخ " محمد حماني " ، والد هذا الاخير ، المبادىء الاولى في الفقه و التوحيد .
توفيت أمه السيدة فاطمة بنت الحاج و تركته صغيرا جدا ، تزوج ابوه (رابح) من بعدها امرأة أخرى لم تكن تهتم به ، بل و تكلفه ما لا يطيق و تتهمه بسوء الفعل ، فكان ابوه يوبخه و يقرعه و يؤدبه ، فكانت الشدة في المعاملة دافعا له للاعتماد على نفسه و تدبرأمره.
عمله
و كان الطفل الصادق حماني يشارك في الأعمال اليومية كرعي الحيوانات و اطعامها ، و الحصاد و الدرس ، و حراسة الحقول و جني الزيتون ، و غيرها .
و على عادة اهل جيجل عندما يكملون حفظ القرآن الكريم ، فإنهم يتوجهون إلى ميلة او قسنطينة ، و نظرا لكون " محمود حماني " اخ " احمد حماني " من تلاميذ " ابن باديس "، و مستقرا بقسنطينة ، فقد تقرر الذهاب إلى قسنطينة للاستزادة من العلم .
و في سنة 1930م ، استقر به المقام بمسجد " سيدي محمد النجار" ، و كان ابن عمه سي " محمود حماني " يعلمه القرآن الكريم بنفسه ، لاتقان حفظه و تحضيرا للصلاة به في رمضان .
ثم انتقل في سنة 1931م إلى زاوية مولاي الطيب ، التي كان يصلي التراويح بها رفقة الشيخ احمد حماني ، كما كان يدرس على الشيخ احمد الحبيباتني بزاوية عيساوة ، درس عليه مختصر خليل في الفقه ، مع درس في التوحيد .
و في خريف سنة 1931م ، انضم الى سلك طلبة الجامع الأخضر الذي كان يشرف عليه العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس .
و في الجامع الاخضر درس على الشيخ عبد الحميد بن باديس : من جوامع الكلم النبوية ، و سرد كتاب الترغيب و الترهيب ، و التفسير ، و درس الفقه من كتاب القوانين الفقهية ، و كذا الألفية و المختصر الخليلي ، و جوهرة التوحيد ، و كذا مفتاح الوصول في علم الأصول ، و غيرها .
كما درس على الشيخ سعيد الزموشي النحو و الصرف و الفقه و التوحيد ، و درس على الشيخ الشريف الصايغي القرآن ، و الحساب و الجغرافيا ، و التاريخ .
كما درس على الشيوخ " عبد العلي الاخضري ، و الشيخ الأخضر الخنقي ، و الشيخ الفضيل الورثلاني ، و الشيخ محمد ميهوبي ، و الشيخ محمد الملياني " ...و غيرهم .
و بعد ثلاثة سنوات من الدراسة تخرج من جامع سيدي الأخضر سنة 1934م .
الرحلة في طلب العلم إلى تونس
و رغبة في الاستزادة من العلم ، و اقتداء بابن المنطقة الشيخ الشهيد " محمد الزاهي " الذي رجع من تونس انداك بشهادة العالمية فكان من نجوم الجزائر ، قرر الشيخ " الصادق حماني " اللحاق بجامع الزيتونة بتونس ، و ذلك في شهر سبتمبر 1934م ، و التحق بجامع الزيتونة في السنة الدراسية (1934_1935) ، و رقم دفتره (18476) ، و كانت إقامته بتونس في مدرسة " سيدي بن زياد " ، و في بداية التحاقه بالزيتونة رسم بالسنة الاولى من المرتبة الأخيرة .
و كان الشيخ الصادق حماني مجتهدا في دراسته ، فارتقى من سنة لأخرى ، تحصل على شهادة الأهلية سنة (1935_1936) ، ثم تحصل على شهادة التحصيل في العلوم سنة (1939_1940) ، ثم انقطع عن الدراسة ، و عاد إلى أرض الوطن .
و بجامع الزيتونة درس الشيخ " الصادق حماني " على كبار المشايخ ، و اهمهم : " الشيخ حمادي بلمين " درس عليه شرح الألفية لابن عقيل ، و الشيخ " الشاذلي النيفر" درس عليه أقرب المسالك للشيخ " الدردير " ، و الشيخ " الحطاب بوشناق " (سيبويه العصر) درس عليه الاشموني على الالفية و العاصمية في القضاء و أقرب المسالك و التلخيص ، كما درس على الشيخ " عبد السلام التونسي ، و معاوية التميمي ، و محمد الزغواني ، و بلحسن النجار " ، و غيرهم .
و لم يكتف بدروس جامع الزيتونة ، بل انتسب إلى المدرسة الخلدونية ، و فيها درس الرياضيات و الإنشاء و اللغة الفرنسية ، و الكيمياء و الفلك ، و غيرها .
و اثناء تواجده بتونس كان يكتب و ينشر في الصحف التونسية ، حتى أعجبت البصائر بكتاباته ، و نوهت بها في اعدادها بمقال تحت عنوان : " الجزائر في الصحف التونسية " .
الشيخ الصادق حماني في الحياة العلمية و العملية
ففي سنة 1940م اشتعلت الحرب العالمية الثانية ، فتوقفت الدراسة بجامع الزيتونة ، و ارتحل التلاميذ عن تونس ، و كان ممن غادرها نهائيا الشيخ " الصادق حماني" في اول أوت 1940م ، و دخل في طور جديد من حياته العملية .
عاد الشيخ إلى مسقط راسه بقرية ازيار ، و رأى ما حل بالناس من جوع و عري و مسغبة و احتياج ، ففكر في مشروع يدفع الحاجة ، فاخذ في صناعة الفحم و التجارة فيه من الغابات المحيطة ، و نجح في ذلك نجاحا كبيرا .
و لكنه استدعي من طرف ( جمعية العلماء ) ليعين بمدرسة الفتح بسطيف و يتكفل بادارتها ، فترك مشروع الفحم لاخيه الشهيد " محمد حماني "، ثم ارتحل إلى سطيف في أواخر سنة 1940م ، فادار مدرسة الفتح باقتدار ، و استقبل الطلبة و الطالبات ، و صار يلقي الدروس و المحاضرات للكبار و الصغار ، فاثر تاثيرا كبيرا في سطيف ، و كان يعينه في إدارة هذه المدرسة كل من : " الشيخ المطاعي ، حسان بلكيرد ، و محمد عادل ، و البشير سي حمدي " و غيرهم ....
مكث بسطيف ثلاث سنوات كاملة ، و تخرج على يده تلاميذ كثير ، منهم الشيخ " محمد قشي " المعلم بعين التوتة ، و الشيخ " عبد الحفيظ امقران " الوزير الأسبق ،
و نظرا للتطورات الحاصلة في الحرب العالمية الثانية ، و نزول الحلفاء بارض الجزائر ، فقد استدعي " الشيخ الصادق حماني " للتجنيد الإجباري ، و لكن من حسن حظه انه قضى مدته في الجزائر و لم يشارك في الحرب ، و كان تحرره من الجندية سنة 1945م .
ثم استدعي من طرف اهل الميلية لإدارة " مدرسة التهذيب" بها و التي لم يشملها قرارغلق المدارس ، و باشر التعليم بها دون ضجة ، و لا صخب ، بل في هدوء تام ، لم يلفت انتباه السلطات الاستعمارية خشية من تعرض المدرسة للغلق ، و استمر مديرا لها إلى غاية 1947م .
و قد تأسست مدرسة التهديب بالميلية في سنة 1934م بفضل جهود الشيخ محمد الصالح بن عتيق و الشيخ محمد دريوش و السيد علاوة طالب القاضي بالمدينة ، فتم إحداث قسمين بمرافقهما ، و كان يشرف على التدريس بها " محمد الصالح بن عتيق و محمد درويش " ثم وقعت إنشقاقات ، أضطر فيها الشيخ " محمد الصالح بن عتيق " لمغادرتها ، و التوجه لتسير مدرسة القلعة في بلعباس ، فتوقفت المدرسة.
و في سنة 1939م ، تأسست جمعية محلية ، اسندوا رئاستها للمصلح المعوان " مسعود بو لقرون " و أعيد تنشيط المدرسة و إستدعي لإدارتها " محمد الصالح بن عتيق " مرة أخرى ، و كان من أبرز المعلمين بها " حسين بو قجوطة ، بو الأنوار بو شعيب ، الصالح بو غزال ، و الحسين بن عتيق " .
و في سنة 1944م تفضل الراحل المناضل " محمد خطاب الفرقاني " ببناء مدرسة جديدة بقسمين كبيرين عصريين مع ما يتطلبان من ثأثيت و مرافق و إدارة ، و فتحت المدرسة سنة 1945 م و بلغ عدد تلاميدها (150) تلميد .
و قد اشرف على إدارتها اول مرة الأستاد " محمد الصالح بن عتيق " ، ثم خلفه الاستاد " الصادق حماني " ثم " عمار القلي " و " علي جاو " . و إستمرت المدرسة إلى أن توقفت أثناء الحرب التحريرية المباركة .
و عندما كان مديرا لمدرسة الميلية تزوج من الانسة ( عائشة اسماعيل دمق) ، من متخرجات مدرسة التربية و التعليم بقسنطينة .
و في سنة 1946م ، تكونت " لجنة التعليم العليا " ، و كان يراسها الاستاذ "اسماعيل العربي " و من أعضائها : " محمد الغسيري ، محمد الصالح رمضان ، و عبد القادر الياجوري ، و احمد حماني ، و ابو بكر الاغواطي ، و احمد قصيبة ، و احمد بن ذياب ، و محمد الشبوكي " ، و كان من أبرز أعضائها الشيخ " الصادق حماني" .
و قد اوكل إلى هذه اللجنة وضع برنامج موحد في جميع مدارس الجمعية ، و العمل على توحيد التوقيت و المواد و الاتجاه ، و كذا توحيد الجمعيات المحلية له ، و تاسيس إدارة تشرف على ذلك ، و احداث التفتيش و المتابعة ، و احداث الامتحانات و الشهادات ، و توظيف المعلمين و إجراء حركتهم ، و نحوها من المسائل .
و قد قررت اللجنة العليا للتعليم هذه ، نقل الشيخ الصادق حماني من إدارة مدرسة التهذيب بالميلية إلى إدارة اعظم مدارس القطر ، ام المدارس الحرة بالوطن ، و هي " مدرسة التربية و التعليم بقسنطينة " .
مدير مدرسة التربية و التعليم بقسنطينة
تأسست في البداية جمعية التربية و التعليم ، و صدر الأعتراف بها في الجريدة الرسمية الفرنسية في شهر فيفري 1931م ، و كان عدد أعضائها عشرة (10) يرأسهم " عبد الحميد إبن باديس " ، و خلال سنة 1936م قامت الجمعية بتأسيس " مدرسة التربية و التعليم " في دار تم شراؤها و أدخل عليها إصلاحات ، لتشرع في التعليم بداية جانفي 1937م .
من أبرز المعلمين الأوائل " الشيخ عبد العالي الأخضري ، و ايت عبد الوهاب الصادق ، و محمد بن العابد الجيلالي ، و الطيب عيلان ، ثم عين محمد الغسيوي و محمد الصالح رمضان ."
و قد تولى إدارتها بعد وفاة الشيخ " عبد الحميد بن باديس " : " الشيخ السعيد بن حافظ " ، ثم الشيخ " عبد الحفيظ الجنان " ، ثم الأديب الكبير " احمد حوحو " العائد حديثا من المدينة المنورة سنة 1946م ، و تعثرت المدرسة في عهده ، ليعين على رأسها الشيخ " الصادق حماني " ، كمدير فني في البداية ، ثم كمدير عام لمدرسة التربية و التعليم الاسلامية ، فنهض بها نهضة عظمى تليق بتاريخها و عظمة مؤسسها .
و قد استطاع الشيخ الصادق حماني بكفاءته العلمية و شخصيته القوية ، و حسن تدبيره ، ان ينظم التعليم بالمدرسة ، فكانت هناك أفواج للملازمين للتعليم ، و أفواج مسائية ، و أفواج لمحو الامية ، و كانت له عناية كبرى بتعليم البنات ، فقد تخرج على يديه و من مدرسته تلميذات راقيات ، امثال : " زهور ونيسي الكاتبة و الوزيرة ، و قارة علي موني ، و فاطمة جغرود الامينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات ، و سكينة بغريش النائب بالبرلمان "، و... غيرهن .
و كان يخصص لهن حصصا في تعليم اللغة الفرنسية و التدبير المنزلي ، و قسما ملحقا للخياطة و النسيج .
كما عمل الشيخ " الصادق حماني " على توسيع مدرسة التربية و التعليم بقسنطينة ، و تجديد بناىها ، و كان يستعين في جمع الأموال بتنظيم التظاهرات الرياضية ، مثل تنظيم " كأس الشيخ عبد الحميد بن باديس في كرة القدم " سنة 1955م ، شارك فيها فرق : مولودية قسنطينة ، و شبيبة سكيكدة الإسلامية ، و اتحاد خنشلة الاسلامي ، و نادي حمام الأنف من تونس ، و قد فاز بالكأس " اتحاد خنشلة " و كانت التظاهرة عبارة عن تظاهرة وطنية قومية ، و جمعت نحومليون و نصف مليون فرنك .
و من اجل اكمال توسيع و تجديد المدرسة اتصل بقيادة الولاية الثانية للثورة ، و قائدها زيغود يوسف ، فكان الرد منه سريعا بإرسال خمسة ملايين فرنك لاتمام البناء ، فيما كانت مدرسة التربية و التعليم بقسنطينة تمد الثورة بالرجال و النساء ، امثال : " الاستاذ الشهيد صالح بوذراع ، و التلميذ محمد كشود ، و الشهيد محمد رواق ، و زوجته عقيلة كحلوش التلميذة ثم الاستاذة بالمدرسة ، و التلميذة الشهيدة غيموز رقية ، و الشهيدة محزم الضاوية ، و الاستاذة بن الشيخ حبيبة ، و مسعودة بايت " ، و.... غيرهن .
كما تولت المدرسة طبع بطاقات التعريف لجنود الثورة التحريرية .
و نظرا للدور الجهادي للمدرسة فقد انتهزت فرنسا الفرصة فامرت باعتقال اساتذتها ، و تفتيش ديارهم و التحقيق معهم ، و استولت على المدرسة في أواخر سنة1957م ، و الحقتها بالاكاديمية .
و قد مكث الشيخ الصادق حماني على رأس إدارة مدرسة التربية والتعليم مدة عشر سنوات كاملة .
و قد عاش الشيخ الصادق حماني بعد ذلك حياة الخمول ، متصلا بالثورة في حله و ترحاله إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية في 1962م .
عمله في ميدان التربية و التعليم و خدمة الوطن
بعد الاستقلال ، أسند إلى الشيخ الصادق حماني منصب استاذ في مدرسة ترشيح المعلمين بمدينة قسنطينة .
ثم عين مديرا لثانوية حيحي المكي بقسنطينة ، فسيرها باقتدار ، و نجح من تلاميذ البكالوريا في سنته الاولى 80% من المترشحين ، و زادت سمعة المدرسة ، و أصبحت من أحسن ثانويات الوطن ، و أضحى اسم " الصادق حماني " متالقا في سماء التربية و التعليم .
و قد ساعده على ذلك علمه الغزير الذي اكتسبه من الشيخ ابن باديس ، ثم من أساتذة الجامعة الزيتونية ، و تجاربه في إدارةالمدارس الحرة بالوطن .
و بعد عشرين سنة من الإدارة و التعليم ، رقي إلى منصب مفتش عام على مستوى الشرق الجزائري ، من برج بوعريريج إلى سوق اهراس شرقا ، إلى أقصى الصحراء جنوبا ، فكان يتجول في أنحاء الشرق باكمله ، و يعد التقارير التي نوه بها وزير التربية انذاك ، و أثنى على عمله ، و حمد اسلوبه ، و صراحته في القول ..
و قد وضع الشيخ الصادق حماني كتبا جليلة في التعليم ، طبع اول جزء من كتاب له بالشام حول التعليم الابتدائي في ثلاثة أجزاء ، بعنوان : " العربية لغتي " و البقية لا تزال مخطوطة .
مرضه و وفاته
و في بداية الثمانينات ، و نظرا لتقدمه في السن ، انهارت صحته ، و دخل في غيبوبة إلى أن توفي في يوم الاحد : 06 مارس1983م ، و شيعت جنازته بمدينة قسنطينة ، بحضور جماهير المواطنين ، و ممثلين عن وزارتي التربية و الشؤون الدينية ، و حضر جنازته وزير الشؤون الدينية انذاك .
المصدر
موقع تاريخ سطيف
المقال الاسبوعي بجريدة " جيجل الجديدة " ، العدد رقم :(1072) الصادر يوم
الاثنين : 15اوت2022م ، ص :12 ، حول موضوع " الشيخ الصادق حماني من إعلام
الجزائر المنسيين " .
تعليقات
إرسال تعليق