القائمة الرئيسية

الصفحات

سياسة الرسول ﷺ مع الكفار و اليهود التعامل مع الكفار ومشروعية القتال

 سياسة الرسول  ﷺ مع الكفار و اليهود

 سياسة الرسول  ﷺ مع الكفار و اليهود التعامل مع الكفار ومشروعية القتال

سياسة الرسول مع الكفار و اليهود

التعامل مع الكفار ومشروعية القتال  

لما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته رضوان الله عليهم في المدينة,بدأت مرحلة جديدة وحاسمة زادت فيها الاخطار على الدعوة الاسلامية من طرف قريش التي

اغتصبت الاموال واستولت على الدور بعد طرد المسلمين منها  وخططت لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم ولما افلت منها رصدت الجوائز السخية لإدراكه حيا او ميتا,ولما نجا الرسول صلى الله عليه وسلم  وأصحابه ارسلت اليهم في المدينة تتوعدهم بأنها ستأتيهم لتستأصلهم في عقر دارهم ,بل ان ابى جهل منع  سعد ابن معاذ الانصاري من الطواف بالبيت ....,وكل هذا يعني استمرار قريش في اعلان الحرب على المسلمين وإصرارها على ابادتهم اينما وجدوا,وهذا تطاول وعدوان ضد الاسلام والمسلمين  فاق كل الحدود. 

وفي هذه الاثناء شرع الله سبحانه للمسلمين القتال ,خصوصا وقد تخلصوا من ضعفهم وقلة عددهم وتسلحوا بقوة العقيدة والوحدة وقوة الساعد ولا خوف عليهم من  الجهاد بالسلاح 

في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق  

قال تعالى  

أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ (39) ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ

وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ (41)

                                                      من سورة الحج)

شرح الاية

: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.

السورة ورقم الآية: الحج (39).

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ ﴾؛ يعني: المؤمنين، وهذه

أوَّلُ آية نزلت في الجهاد، والمعنى: أُذن لهم أن يُقاتلوا ﴿ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ﴾ بظلم الكافرين إياهم ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ وعد من الله تعالى بالنصر.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ أُذِنَ ﴾، قرأ أهل المدينة والبصرة وعاصم: «أذن» بضم

الألف والباقون بفتحها؛ أي: أذن الله، «للذين يُقاتَلُون»، قرأ أهل المدينة وابن عامر وحفص: «يقاتلون» بفتح التاء يعني المؤمنين الذين يقاتلهم المشركون، وقرأ الآخرون بكسر التاء؛ يعني: الذين أذن لهم بالجهاد «يقاتلون» المشركين  .  

 سبب النزول

قال المفسرون: كان مشركو أهل مكة يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزالون محزونين من بين مضروب ومشجوج، ويشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول لهم: ((اصبروا فإني لم أومر بالقتال)) حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه

وسلم، فأنزل الله عز وجل هذه الآية، وهي أول آية أذِنَ الله فيها بالقتال، فنزلت هذه الآية بالمدينة.

وقال مجاهد: نزلت هذه الآية في قوم بأعيانهم خرجوا مهاجرين من مكة إلى المدينة، فكانوا يمنعون من الهجرة إلى رسول الله، فأذِن اللهُ لهم في قتال الكفار الذين يمنعونهم من الهجرة،

﴿ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ﴾؛ يعني: بسبب ما ظُلِموا واعتدوا عليهم بالإيذاء، ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.

وواضح ان مشروعية القتال هي بسبب هضم حقوق الانسان المسلم وهي مسكنه وماله  وحريته في العقيدة ,وهو يريد كفالة تلك الحقوق للمسلمين  واليهود والنصارى جميعا... 

سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع اليهود  

وجد الرسول صلى الله عليه وسلم   اليهود في المدينة ممثلين في احياء ثلاثة وهم بنو قينقاع  بنو النضير بنو قريضة وقد كانوا على خصام دائم مع العرب فيها, وهم سبب

الحروب بين الاوس والخزرج ,ولو شاء الرسول  صلى الله عليه وسلم لحربهم استنادا لجرائمهم السابقة ولكنه سالمهم ودعاهم لتوقيع وثيقة تعتبرهم مواطنين يتمتعون بالجنسية في الدولة الاسلامية الجديدة له مدينهم وأموالهم اسواقهم لا يظلمون ولا يظلمون فوقعوا عليها ونصرف الرسول صلى الله عليه وسلم الى العدو اللدود قريش ,لكن اليهود بدءوا بنقض العهود بسبب الحقد الاعمى على الاسلام ,الذي سلبهم سيطرتهم على اهل المدينة واستحواذهم على اموالهم وبيع سلاحهم فيها, ومن مظاهر نقض العهد تفكير الاوس والخزرج بحروبهم القديمة ليتقاتلوا وسخريتهم من المسلمين والامتناع من الوفاء بدينهم  .

غزوة بني قينقاع

لما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم منتصرا من غزوة  بدر جن جنونهم ولم يستطيعوا اخفاء حقدهم ,فجمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظهم وحذرهم من نقض العهد فتحدوه قائلين:(لا يغرنك انك لقيت رجالا لا طاقة لهم بالحرب ,فأننا والله اصلب منهم عودا

وأننا نحن الرجال ...) .

و رغم خطورة هذا الكلام إلا ان الرسول صلى الله عليه وسلم تجاوز عنه,واستمر اليهود في غيهم وتعرضهم لنساء المسلمين  حتى وقعت الفتنة التي قسمت ظهر البعير حادثة المسلمة التي تبيع في سوق بنو قينقاع التي ارادوها اليهود على كشف نقابها فأبت , فعمد

اجدهم الى طرف ثوبها فربطه بظهرها فلما قامت كشفت عورتها فتضحكوا ,فوثب المسلم على يهودي فقتله,فوثب اليهود عليه فقتلوه فلما بلغ الخبر الى الرسول  صلى الله عليه وسلم استخلف على المدينة ابا لبابة ابن عبد المنذر  ,وأعطى لواء المسلمين حمزة ابن عبد المطلب ,وسار بجنود الله الى بنو قينقاع ,ولما رأوه تحصنوا في حصونهم  فحاصرهم حصارا شديد ,وكان ذلك يوم السبت  النصف من شوال سنة 2 هجرية ودان الحصار  خمسة عشر ليلة الى هلال ذي القعدة  وقذف الله في قلوبهم الرعب ,فنزلوا على حكم رسول صلى الله عليه وسلم الله في رقابهم . 

 ونسائهم وذريتهم فأمر بهم فكتفوا,وحينئذ قام عبد الله بن ابي ابن سلون بدور نفاقه فالح على رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصدر عنهم العفو,فقال يا محمد احسن في موالي وكان يقصد بنو قينقاع وهم حلفاء الخزرج فابطا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم  فكرر بن ابي ابن سلون مقالته فاعرض عنه فادخل يده في جيب درعه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :ارسلني ,وغضب حتى راو لوجهه ظللا,ثم قال : ويحك  ارسلني ,ولكن المنافق مضى على اصراره وقال:لا والله لا ارسلك حتى تحسن في موالي اربع مئة حاسر وثلاث مئة دارع قد منعوني من الاحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة  ؟ اني والله امرؤ اخشى الدوائر ,فعامل  الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المنافق الذي لم يمضي على اسلامه سوى شهر  معاملة بالحسنى فوهبهم له وأمرهم ان يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها  وقبض  رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم اموالهم وخمس غنائمهم  وكان الذي تولى جمع الغنائم محمد

بن مسلمة                   

سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم مع المنافقين

قبل الرسول صلى الله عليه وسلم شفاعة عبد الله ابن ابي سلون في بهود بني قينقاع رغم علمه بنفاقه ,وهو ظاهر في قلة احترامه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلحاحه على العفو عنهم بحجة انهم حلفائه , ولم ينهاهم من قبل على نقضهم العهد ,وإنما فعل الرسول

صلى الله عليه وسلم معه ذلك لماء اظهر من الاسلام .

قبل الرسول صلى الله عليه وسلم اعذار المنافقين المتخلفين عن غزوة تبوك رغم عدم وجاهتها معاملة لهم بنا اظهروا من الاعذار وفوض سرهم الى الله تعالى .  

بنى المنافقين في قباء مسجد بالقرب من المسجد  الذي بناه الرسول صلى الله عليه وسلم

 ,وطلبوا منه ان يصلي فيه فاعتذر منهم لانشغاله بالتحضير لغزوة تبوك,  فان عاد صلى فيه انشاء الله ولما عاد اخبروه اهل قباء بال اصحاب المسجد الثاني احدثوا فتنة وصدوا الناس عن الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلوا في مسجدهم  وأنهم التزموا الصلاة فيه يجعلوه لليلة الشاتية والمطيرة كما زعموا  فأمرا الرسول صلى الله عليه وسلم  بحرقه  ولم يأبه   الرسول صلى الله عليه وسلم  بإيمانهم فأنهم لا يريدون الحسنى .

العبر  والعظات

على المسلمين ان يعاملوا من نطق بالشهادتين  وعمل بمقتضاهما ,ان يعاملوه معاملة المسلم في الحقوق والواجبات  ,وان اشتموا منه راحة النفاق او الكفر او سوء النية  ,اقتداء الرسول صلى الله عليه وسلم في معملة المنافقين حتى يسلموا من الوقوع في مسلك التكفير 

على المسلمين ان يأخذوا حذرهم من المنافقين والمشكوك في نواياهم اذ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ولى منافق على مسؤولية كإمارة مدينة او جيش او استأمنه على سر  قال عمر رضي الله عنه (لست بالخب ولا الخب يخدعني) .ا

اذا دلت اعمال الانسان على نواياه, وظهر ضررها المادي المحسوس وجب التصدي لها; للفساد بحزم كما فعل  الرسول صلى الله عليه وسلم مع بنو قينقاع . 


author-img
السلام عليكم زوار ايقونة المعالي اتمنى ان تتم الفائدة من هذه المدونة للجميع

تعليقات

التنقل السريع