القائمة الرئيسية

الصفحات

الحضارة العربية الإسلامية

 الحضارة العربية الإسلامية

1-إشكالية تحديد مفهوم الحضارة  :

 يثير  مصطلح الحضارة عموما  ،والحضارة الإسلامية خصوصا  إشكالية  إستخدام المصطلحات  كالحضارة ، والمدنية ،  والثقافة  ، إضافة إلى  الصفة التي توصف

بها الحضارة :هل هي حضارة عربية أم حضارة إسلامية أم حضارة عربية إسلامية  وللإجابة عن هذه الأسئلة سنقدم التالي :  

 
 

معنى الحضارة

تعريف الحضارة لغة   :

الحضارة لغة  كلمة مشتقة من الفعل حضر  الذي هو نقيض غاب ومشتقاتها حضر ،يحضر حضورا ، وحضارة ؛ ويقال بحضرة ماء اي عنده وحضرت الصلاة والحضرة خلاف البادية ،والحاضر المقيم في المدن والقرى والبادي المقيم بالبادية . 


 الحضارة العربية الإسلامية

الحضارة  إصطلاحا :

عند إبن خلدون"  الحضارة إنما هي تفنن في الترف ،وأحكام الصنائع  المستعمة في وجوهه ومذاهبه من المطابخ والمالبس والمبانيوالفرش وسائر عوائد المنزل 

وأحواله  .

لقد بين ابن خلدون ان الحضارة لا  تظهر  إلا في المدن والقرى ، وإنها غاية العمران  تتصل بالتفنن في الترف ،و إستجادة  أحواله ،والكلف بالصنائع ،وسائر

الفنون، والحضارة عنده لا تظهر في البادية لإقتصار البدو على الضروري من العيش  الذي يحفظ الحياة من غير مزيد  .

ويفرق ابن خلدون بين مصطلحي (الصوف) الدال على أهل البادية ،وبين المدر

(الطين المتماسك )والدال على أهل الحضر ، وبالتالي يميز  بين مرحلتين في تطور  المجتمع وهما  مرحلة البداوة   التي تسبق الحضارة ،والتي يعبر عنها " بالملك"  فالوبر يصنع منه   البدوي  خيامه، وبعض ملابسه وفرشه فهو رمز البداوة ،  والمدر معناها قطع الطين التي تبنى منه البيوت   في المدن والقرى، كالحدر والحجر   ، فالحدر الارض المنحدرة  التي لا تصلح للبناء  ويقصد البادية ،والحجر المدينة التي  تنحت في الحجر أو تبني به  لذلك نجد في شبه الجزيرة العربية قديما عدد من المدن  تحمل إسم الحجر مثل  "حجر "  وهي مدينة باليمامة وأم قراها .

 

الحضارة في العصر الحديث والمعاصر :


الحضارة العربية الإسلامية

أطلق كثير من الباحثين مصطلح  الحضارة على كل ما يتصل  بالتقدم ،والرقي  الانساني  في مختلف الميادين  كاللغة والأدب والفنون الجميلة والصناعة والتجارة   وغير ذلك من   مظاهر النشاط الانساني ،  وييسر  السبيل الى حياة إنسانية كريمة   . 

ويعرفها مالك بن نبي  الحضارة هي تركيب ثلاث عناصرأو نتاج حضاري يساوي : "إنسان:+تراب + وقت " وعن بدايتها يقول  إن الحضارة تبدأ بظهور فكرة دينية ، ثم يبدأ أفولها بتغلب جاذبية الأرض  عليها وبعد أن تفقد الروح ثم العقل ،ويعبر عن ذلك في المعادلة التالية :"الانحطاط  =إنحطاط النفس +  إنحطاط الروح +إنحطاط العقل "ّّّ  ؛ فقد بعث الدين في المسلم روحا محركا للحضارة  فلم يلبث بعد فترة قضاها في الخلافات  والحروب  -إي مرحلة تأسيس الدولة – أن عاد الى حيث هو الان  إنسانا بدائيا ،ويستنتج من تعاريف الحضارة  ثلاث إتجاهات هي  :

الاتجاه الاول : يركز على الجانب المادي للإنسان والحياة .

الاتجاه الثاني:  يركز على الجانب الروحي أو المعنوي للإنسان .

        الاتجاه الثالث : وهو الذي يجمع بين الجانبين المادي و المعنوي  للإسان والخياة  .

وإنطلاقا من هذه الاتجاهات فإن  الحضارة الإسلامية هي كل نتاج روحي ومادي ننسب الى الشعوب التي دخلت في الإسلام ،ونشرت نمط الحياة الإسلامية  ،

ونهضت بفطرة الإنسان  روحيا وماديا ؛ودينا ودنيا وعقلا وباطنا ؛ وقلبا وضميرا؛وكل هذا في توازن  فذ واتساق لا نضير له.  

الحضارة عربية أم هي حضارة إسلامية :  يختلف  العلماء والدارسون والباحثون 

في تسمية حضارتنا  بالحضارة   العربية او الحضارة الإسلامية؛  أو الحضارة العربية الاسلامية وتبعا لهذا الاختلاف  وجدت ثلاث اتجاهات حول هذه التسميات وهي كالاتي  :
 
 الحضارة العربية الإسلامية
 

الاتجاه الاول  :

وهو الذي يسميها "الحضارة العربية "   على أساس العنصر العربي  والغة العربية ؛ومن هؤلاء   جوستاف لوبون  في كتابه  الموسوم ب" حضارة العرب " و زغريد  هونكة   صاحبة كتاب : "شمس  العرب تسطع على الغرب " ،  والتي تقول  عن التسمية  : "أنا لا اقول الحضارة الاسلامية  ، ذلك ان الكثير من المسيحيين ، واليهود ،  والمزدكيين  والصابئة  ،  قد حملوا مشاعلها ايضا وليس هذا فحسب  ، بل ان الكثير  من تحقيقاتها أيضا  مبدئها إحتجاجا على  قواعد الإسلام القوية ،بل أضف إلى ذلك  إن الكثير  من صفحات هذا العالم  الروحي الخاصة  كان موجود في صفحات العرب قبل الاسلام  "؛وتضيف  هونكة   في هذا السياق فتقول :  "هذا الكتاب يتحدث عن العرب "و" الحضارة العربية  "   .

لقد إختار الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من بين العرب  وانزل  الكتاب  بالغة العربية  أي ان الله سبحانه وتعالى إختار اللغة العربية على سائر  لغات العالم ووردت ايات قرآنية  تؤكد  هذا المعنى   قال تعالى : ( إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) يوسف 02  ، وقال :(  وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ٱلْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ) .  طه113

 كما أن الحديث النبوي الشريف لسيدنا  محمد  صلى الله عليه وسلم  جاء كله بالعربية 

وهو بعد القران الكريم مكانة  و يعد أحد مصادر التشريع ،وأساس  من أسس  البناء الحضاري العربي الاسلامي ؛  غير أنه تنبغي الاشارة  إلى  نزول القران  باللغة العربية   ببيانه الساطع ،  وأسلوبه المعجز ،هو في  حد ذاته أية من ايات الله ،ومعجزاته العظمى التى جاءت تتحدى براعة القوم الذي ضنو انهم بلغوا بلغتهم شعرا وخطابة ، مبالغا معجزا  قال تعالى :( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (23)   البقرة

ومن خلال هذه الاراء  يبرز انه كان للعرب  الدورا  الحضاري الريادي  في قيادة الدولة الاسلامية إلا ان هذا الدورسرعان ما نافستهم فيه شعوب  اخرى الترك والفرس والمغول .

 

الاتجاه الثاني : 

وهو الذي يرى إنها حضارة إسلامية  ومن القائلين بها "جب"  المؤالف لكتاب  "حضارة الاسلام"   وادم مينز   مؤالف  كتاب  "الحضارة الإسلامية في القرن الرابع للهجري "  ،

وأصحاب هذه الإتجاه  يرون ان وصف هذه الحضارة بالإسلامية هو الوصف الأرجح والمناسب على إعتبار الرابط الموحد  لشعوب الدولة الإسلامية في ثلاث قارات أسيا وإفريقيا وأوربا .

ويفضل بعض الباحثين  تسمية " إسلامية " على اعتبار ان القران بأحكامه ، وإرشاده ، وقيمه ،وهداه ،ليس للجنس العربي  وحدهم وإنما هي رسالة  لناس أجمعين  فإن دعوته عامة شاملة  عالمية كونية . 

الاتجاه الثالث أو الاتجاه الوسطي  ( الوسطيون )  

وهذا الإتجاه حاول التوسط بين الإتجاهين  الاول والثاني ،والجمع بين التسميتين العربية والإسلامية ،ومنهم مصطفى الرافعي   في كتابه "حضارة العرب في العصور الاسلامية

الزاهرة "،ويبدو أن الرافعي إاستوحى ذلك من عبارة لإبن خلدون  كعنوان فرعي لموضوع المقدمة وهي : "  الدولة   العربية  في  الاسلام "  .

جاعلا الاسلام الكل العام والدولة  جزء منه،و مظهرا له  غير ان  مفهومه لا يرقى ألى

مكانة  مفهوم الحضارة ؛ لكنها اداة فعالة في بنائها ، وعليه فإن الدول التي قامت في الاسلام لم تسمى لا بالحضارة العربية ولا بالاسلامية وإنما سميت بأسماء أصحابها ( اي مؤسيسها )  مثل الدولة الرستمية  نسبة إلى  مؤسسها عبد الرحمان بن رستم  والقبائل  كدولة صنهاجة وكذلك الدولة الاموية نسبة الى بني أمية  ،فالمسلم كان  يجسد المبادئ الاسلامية ولا يهتم كثيرا لتسميات ،والشعرات فالاسلام لا ينظر لشكل  فحسب بل بالدرجة الاولى الى المحتوى .

والخلاصة  من كل هذه الاتجاهات   

انه مهما اختلفت التسميات وتعددت جميع  الأراء حول مستوى هذه الحضارة  ،فإنها تبقى أكثر تميزا  في عالم سمته الأمم الغربية  بالعصور الوسطى  ،كما تبقى نبراسا يهدي

 الكثير  ويرشدهم الى الطريق المستقيم ، طريق التمكين في الارض  متى عرفوا الدوافع أوالعوامل  التي حركت المزيج  من الشعوب ، والقبائل والافراد  والجماعات  فاشتركوا جميعا في بناء التاريخ الإسلامي   صرح للحضارة العربيّة  الإسلامية ، مازالت أنواره تشع في العالم وستبقى لجميع الإنسانية ، المسلمين ،والعرب  ، وغيرهم  .

 

 الحضارة العربية الإسلامية
 
 
 الحضارة العربية الإسلامية


الحضارة العربية الإسلامية




الحضارة العربية الإسلامية

عوامل قيام الحضارة  :

إن عوامل قيام حضارة تتشابه مع  عوامل قيام  حضارات  أخرى  أو هي نفسها تقريبا  بإ عتبار  أن هذه العوامل التاريخية ثابتة  وقل ما يصيبها التغيير  ، وسنوضحها كالتالي :

 

العامل الجيولوجي   (وصف الارض) :

من المعلوم ان الكرة الارضية مرت بعصور جيولوجية  تدعى   (الأزمنة الجيولوجية) أخرها الزمن الذي نعيش فيه ،و يقدر  العلماء أن العصر الأخير شهد أربعة عصور  جليدية في  التااريخ   بين كل عصر وأخر نشأت  حضارة ،كما أن الزلازل و البراكين  قد أسهمت في في طمس معالم الحضارة .

 

وعليه يمكن القول ان  العوامل الجيولوجية تؤثر على قيام الحضارة  وتسهم في تطورها في الحالة التي تكون فيها الارض مستقرة، والعكس صحيح  عندما تشهد تغيرا وتحركا

وثورانا،حيث تصبح تهدد بالدمار والخراب من لحضة لأخرى  ومن الجانب  فالحضارة العربية الاسلامية   لها  تاريخ  من ضمن  جملة الحضارات  إمتدت  على رقعة من الأرض  ذات  إستقرارا  نسبيا  رغم ان خط النار يخترقها من جهة، ويوحيط بها من الجهة الأخرى   خط الزلزال ،  وموجز القول  إن هذا الاستقرار كان عاملا مساعدا لها.

 
 الحضارة العربية الإسلامية

  


العامل الجغرافي :

يشمل التقلبات المناخية والطقس من حرارة وبرودة  ورطوبة  وجفاف وأمطار ورياح

وإعصارات  وتصحر ومن المعلوم ان المناطق الحارة و الإستوائية  لا توفر الظروف المناخية  المناسبة لنشاط  الإنسان ،لسيما لدى الانسان الذي لا يصرف  جهد في كماليات الحياة التي هي أساس بناء الحضارة حيث لا تذر للإنسان  شيء من الجهد ينفقه في المجال الفكري  أو المجال الفني

 و المعروف  من  هؤلاء سكان  المناطق القطبية الاسكيموا  .

والمطر  عامل اساسي لقيام الحياة الاقتصادية و الاجتماعية  ،ولقيام الحضارة  بل  هو

أهم من ضوء الشمس  ، والحضارات  القديمة  منذ القرون  السابقة  ،هي  تلك  التي  قامت في المناطق التي تهطل بها المطر بكميات كافية ، وحول الأنهار مثل حضارة واد الرافدين  حضارة مصر حول النيل  حضارة الهند حول أنهار السند  والغانج  وحضارة الصين حول الانهار الكبرى وحضارة اليونان والرمان، والحضارة العربية الاسلامية  التي قامت في مناطق الامطار  والأنهار و إمتدت حتى الصحاري  التي عجت بالمسلمون رغم قلة التساقط ،لكن بواسطة  فعالياتها البشرية  إستطاعت ترويض طبيعتها القاسية والاستفادة منها و بواسطة العلم إبتكر الإنسان اسلوب للحياة فيها  الى اليوم .

 

العامل الاقتصادي:

أول صورة ظهرت فيها الحضارة هي الزراعة إذإستقر الإنسان بإكتشافه لها ، فبنى

مسكنه ومعبده ، وإستأنس الخيونات لخدمته ،وإخترع الالة  ومكنه هذا التطور من  خلق وقت فراغ  إستغله في  مجالات  الاخرى  كالفنون والادب  و  الرياضيات و الترجمة  و البحث  العلمي   و الدراسات  الثقافية  و الاكتشافات  ،وإزدادت قدرته على نقل التراث الانساني  لذلك إرتبطت الحضارة والثقافة  بتطور الزراعة ،وإكتشاف الغذاء كان بداية لمرحلة ثانية   من حياة البشر هي الحضارة ، كما ساهمت التجارة   في نمو وتطور الحضارة  فقد كانت تنتقل مع التبادل التجاري  الخبرات الفنية  والمكتشفات الجديدة وأساليب العمل  والعادات والمعتقدات فاثرى ذلك الجانب الفكري  لتطور  الانسان ،وساعده على النمو والتطور السريع  وعملت الصناعة مثل التجارة على مضاعفة وسائل الراحة والترف والفراغ .

 

العامل الديني :

لابد للإنسان بعض الإتفاق   في العقائد الرئسية  ، وجانب من الايمان بما هو كائن وراء الطبيعة ، إذ أن ذلك يرفع الأخلاق ، و يدعم الإخلاص في العمل  فالعامل الديني يقوي

اللحمة بين أفراد الأمة  ، والإسلام  كعقيدة وشريعة كان  العامل الرئيسي في  تحقيق هذا الالتحام   في المجتمع  ، مما جعل أفراده يتنافسون في  تحقيق مثله العليا وفي مقدمتهم سعادة الانسان في الدارين الدنيا والأخرة .

 

العامل الأخلاقي :  

إن المجتمع يحتاج إلى ضوابط أخلاقية  حيث إذ وقع من أحد  أوجماعة  تجاوزا يمس الاخلاق   يعافب معنويا ويطرد سلوكيا  وهذا ما جسدته الشريعة الإسلامية في تنظيمها

للمجتمع الإسلامي  .

 

العامل التربوي

 إن نطام التعليم هو الذي ينقل الثقافة والمعرفة  و  تراث الاجداد  من جيل الى جيل ، 

فيحدث بذلك تراكم  تراثي  يؤادي إلى الاسهام في قيام الحضارة ،وقاعدة انطلاق لها ،والقران الكريم  أعطى لهذا العامل الأولوية في بناء المجتمع  الحضارة عندما كانت أول أية نزلت على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم هي  " إقرأ " .


العامل الثقافي  

كاللغة الواحدة التي تسهل  التواصل بين الناس وتبادل الافكار والآراء ، وكذلك وجود قانون ديني  يحدد الواجبات والحقوق و ينظم السلوك  ، وكل هذا  مثلته اللغة العربية والفقه الاسلامي  في الحضارة العربية الإسلامية

العامل السياسي والنفسي

إن الاستقرار السياسي ووجود نظام  قوي يفرض القانون على الجميع ويضع حدا  لتعدي والخوف  ويعمل على توفير الأمن  والأمان  بواسطة العدل والمساوات  له  تأثير في  صرف الناس إلى العمل والإنتاج و الاكتشاف  نوبالتالي تزداد الوسائل والامكانيات فتزدهر الحضارة ،  ودون ذلك لا يستطيع الانسان ان ياخذ بالاسباب لقيام الحضارة ،وهو يعيش في جانب من الخوف والقلق و الهمجية

 

و الخلاصة  ان إجتماع هذه العوامل  هو الذي أدى الى  إزدهار الحضارة  .

 
الحضارة العربية الإسلامية
 

 مصادر الحضارة العربية الاسلامية

أ |المصادر الاصلية       

وهي مصادر الحضارة العربية الاسلامية  القاعدية أو الدينية     

أولا :القران الكريم

 وهو أهم مقوم أو مصدر لها ذلك ان القران الكريم ورد فيه ما هو تاريخ ، ومعتقد  وتشريع وعلم وفكر وادب ،فهو غذا امد  الأمم باخبار الامم الغابرة كعاد وثمود وأخبار الأنبياء  كنوح  وإبراهيم وعيسى وموسى عليهم السلام  ،وأمد الفقهاء والمشرعين باحكام

عامة فصل فيها هؤلاء وتوسعوا كما امد علماء الطب والفلك والنبات وبمعلومات علمية كانت نبراسا وطريقا لإكتشافات عدة  وأمد أصحاب الفكر من فلاسفة وإجتماعيين  ،وسياسيين  بكليات كانت ضوء هاديا لهم  في الوصول  إلى كثير من الحقائق  في هذه المجالات والقران ببلاغته وموسيقاه كان منذ اربعة عشر قرنا ملهم الادباء والشعراء وأصحاب الفنون وفي الوقت نفسه ينظم المجتمع  على أسس سليمة  تضمن له الامن والرخاء والسعادة وحرية الرأي  والعقيدة   .

 

قال تعالى : (لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  ).

 
 الحضارة العربية الإسلامية
 

كما انه يحدد العلاقات بين الفرد وربه والفرد وأسرته وبين الاسرة والمجتمع وبين المجتمعات  بعضها ببعض .

وبهاذا يعد القران الكريم أحد الاسس الرئسية   في بناء الحضارت العربية الاسلامية  ومنبعا هاما لها .


ثانيا : السنة النبوية الشريفة  

تعد مصدر ثانيا من مصادر التشريع الاسلامي بعد القران  ذلك ان كل ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وإقرار هو من توجيه  الله  سبحانه وتعالى

قال عز وجل : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )

 

وهي بذلك قامت بدور كبير في تنظيم الحياة العامة   في شتى  مجالاتها الحضارية  من خلال العلوم الدينية كالفقه  و  التفسير والعلوم العقلية واللغوية والأدبية وأفادتها بنصوصها ومنهجها وتشريعاتها فكانت مقوم أساسيا للحضارة العربية الاسلامية

 

  ب| التراث العربي القديم  


الحضارة العربية الإسلامية

التراث الشفوي  :

  لقد كان لعرب شبه الجزيرة في عصور قبل الاسلام تراث شفوي هام  يتمثل في الشعر

والأمثال والحكم والقصص والأحاجي والالغاز والخطب وقد إشتهروا بالشعر  حتي سموا أمة الشعر وقديما قيل: الشعر ديوان العرب ، يعنون بذلك انه سجل سجلت  فيه العرب انفسهم  وقد انتفع الأ دباء بشعر العرب في الجاهليه  فإستنتجوا  منه  بعض أيامهم  وحروبهم وعرفوا منه أخلاقهم التي يمدحونها والتي يهجونها وستدلوا به على جزيرة العرب   ،وما فيها من مناطق وجبال  وسهول ووديان ونبات وحيوان إعتقادهم في الجن  و ألاصنام  و الخرافات و ألفوا في ذلك كتب مختلفة .

 

التراث المادي و الكتابي :

كان للعرب قبل ظهور الاسلام  تراث مادي أثري وكتابي  تجلى في بقايا الجضارات التي قامت  على أطراف شبه الجزيرة العربية

شمالا في الشام والعراق  ،وجنوبا في اليمن ، وقد عم تأثيرها وسط شبه الجزيرة   فكان لها شأن عظيم  في تاريخ التقدم الانساني والحضارة، ففي الجنوب رعت هذه الحضارة ثلاث دول هي الدولة العنية المملكة السبئية الدولة الحميرية.

أما في  شمال  شبه الجزيرة العربية فقد طهرت بعض الدول التي حملت لواء حضارات خالدة  مثل الحضارة السومرية ،  والبابلية ، والاشورية والفينيقية وفريبا من ظهور الاسلام ظهرت بعض الدول  منها إمارة الحيرة  أو إمارة اللخميين بالعراق   ،إمارة

الغساسنة بالشام  ، الانباط ، دولة تدمر ،  دويلات أو مشيخات الوسط   (مشيخة كندا ، دول المدن : مكة والمدينة والطائف ). 

 الحضارة العربية الإسلامية

 وقد كانت  لهم  انجازات  تتمثل في النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية  والثقافية

والتي إستوحى منها المسلمون الكثير وطوروها ومنها فن العمارة   والنحت والنقش والفخار والسكة واللغة والخط  .

 

   ج | تأثير الحصارات الاجنبية السابقة

إستطاع المسلمون بفضل الموقع الجغرافي  الذي إمتدت فيه الرقعة  الدولة الاسلامية  ان يتصلوا بالعديد من الشعوب والتيارات الثقافية  والسمات الحضارية  وقد إستعاروا منها عددا من الاساليب ، والنظم ، والعلوم  ، و الفنون ،  والصناعات ، وأعادوا صياغتها وبنائها  حسب التعاليم الإسلامية وذوقهم العالم ومن هذه الحضارات   ما يلي :

 الحضارة العربية الإسلامية

 ~ الحضارة الإغريقية أوالهيلينية  . 

  ~ الحضارة الفارسية . 

 
~ الحضارة الهندية الحضارة الصينية .

  ومن كل هذا إبتكر العرب مجموعة من العلوم الجديدة كالنظم و الأرقام  و علم الجبر  ..... و غير ذلك   

 

خصائص الحضارة الإسلامية  :

سنعرض في في هذا المجال مجموعة من الخصائص  التى تميزت بها الحضارة الإسلامية وإن  كان بعضها يبدوا انه مشترك مع الحضارات الأخرى  بطابعه الانساني  كالنزعة الانسانية والمبادئ الاخلاقية

 الحضارة العربية الإسلامية

1| الوحدانية المطلقة في العقيدة  :

العقيدة الاسلامية كأساس للحضارة العربية الإسلامية  أول عقيدة تنادي بالإله الواحد الذي لا شريك  له قال تعالى : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ). 

 فهو وحده الذي يعبد ولا يستعان بأحد سواه  قال تعالى : ( إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)   والوحدانيه هذه رفعت مستوى الانسان  وحررت الجماهير من طغيان الملوك ،والأشراف ،و الأثرياء  ورجال الدين وصححت العلاقات بين الحاكمين والمحكومين ومن هنا تميزت

الحضارة الإسلامية عن كل الحضارات  بخلوها من مظاهر الوثنية وفلسفتها وأدابها في العقيدة  والحكم والفن والشعر فكان إغفالها لفني النحت والتصوير مع بروزها في فنون النقش والحفر  والزخرفة في البناء وهذا التميز يتجلى في كل مظاهر حياة المسلمين  منها وحدة التشريع والاهداف العامة والكيان الانساني وطراز التفكير ووحدة الاسلوب والذوق العام الفني وكذلك عندما إتخذت من الإيمان ركيزة لها  إنما إستهدفت أن تحمي كيانها  بسياج منيع من  القيم الروحية المثل الكريمة  والإيمان لا يعني الابتعاد عن العمل كما يدعي المغرضون بل تحث عليه لان العمل مرتبط بالايمان  قال تعالى:  ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾.  

 

 2|النزعة الإنسانية والعالمية : 

تستهدف النزعة الانسانية والعالمية في الشريعة تحقيق الخير للإنسان في الدنيا والاخرة والرحمة به والحفاظ على كرامته والنهوض بمثواه الروحي والفكري وقد حدد القران

الكريم وحدة النوع الانساني رغم  تنوع أعرافه ومواطنه  قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) .

 

3| النزعة التقادمية :

 إن الحضارة الاسلامية حضارة تتوجه الى الايمان  بحيوية وحركة دائبة فلا رجعية فيها ولا جمود

 ذلك ان الاسلام في عمقه هو ثورة دائمة على الظلم والاستغلال  والتقوقع

والجمود ودعوة الى الاخذ بأسباب  التقدم والتطور .

 

4|المرونة وسعة الافاق :

 لم تكن الحضارة الاسلامية منغلقة على نفسها  ونما كانت  قابلة للاخذ والعطاء فهي لم

تقف من التراث الوثني موقف معاديا  مثلما فعلت الكنيسة قبلها بل أخذت منه ما يفيد وكيفته على حسب القيم الروحية للإسلام فقد أخذت على السوى من الحضارات الفارسية واليونانية والهندية والصينية .





الحضارة العربية الإسلامية
author-img
السلام عليكم زوار ايقونة المعالي اتمنى ان تتم الفائدة من هذه المدونة للجميع

تعليقات

التنقل السريع